آخر تحديث:- منذ 48دقيقة
الجمعة 29 مارس - آذار 2024

رمضان في البلدة الطيبة

الإثنين 21 مايو 2018 الساعة 11 مساءً / علي محمد العقبي

 

 

مأرب التاريخ ؛ هنا في عاصمة إقليم سبأ؛ يجتمع الأحرار من كل قرى وعزل ومديريات ومحافظات اليمن.

وأنت تشاهد الجموع على موائد الإفطار بمساجد هذه المدينة، تشعر كم أنها أقرب للعاصمة، فقد جمعت كل الاطياف من كل بقاع اليمن.

في هذه المدينة تجد كل يجتمع الجندي, والوزير، والمعلم, والقائد ,والسياسي، والصحفي، والكاتب , والمهندس ،والطبيب؛ وتلتمس الإخوة والإنسانية الممزوجة بعبق التأريخ السبئي المجيد.

 

هنا في مأرب نعيش فيها بأمن وحرية ؛ ونتمتع بكل تقاسيم الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية ؛ توفرت لنا كل الوسائل والسبل لنتنفس الحرية هنا بأرض ملوك سبأ أرض الاحرار ؛ حياة وحرية وكرامه وعيش كريم.

 

تنتابك الدهشة حين تخرج للتسوق في عصر رمضان، وتشاهد الأسواق مكتظة بالعامة، والجمعيات، والمؤسسات الخيرية في عمل دؤوب لتوزيع أنواع الإغاثات من وجبات الإفطار.

 

تذهل وأنت تلتقي في أسواق هذه المدينة ومساجدها، وأنت ترى المأربي والمحويتي التهامي، والتعزي، الذماري ,والريمي والعمراني ؛ هذه المدينة استوعبت كل نازحي اليمن الباحثين عن الحرية التي سلبتها مليشيا الحوثي في المناطق التي تحت سيطرتها.

 

أما موائد الإفطار فتجد أصناف الأكلات الشعبية؛ وجبات من كل محافظات اليمن، يستضيفك كل يوم أخ وصديق تجد هنا معنى الإخاء والمحبة والترابط.

 

وبعد الإفطار تتجه إلى الجامع بكل شوق لصلاة التراويح .. تستمع إلى أصوات المآذن في أرجاء المدينة تصدح بذكر الله وتلاوة آياته .. تستمع لأصوات أئمتها وكأنها مزامير آل دؤاود .. يا إخواني وأصدقائي ما أجملها من أيام؛ ما أجملها من ذكريات وتاريخ، وما أجمل هذه البلدة.

 

أردت أن أعبر عما أراه وأعيشه في هذه البلدة، إذ لا تكفي كل الكتب لتدوين مشاعري .. أحتاج إلى سيل من الأحبار كي أنقشها، ولكن سأكتفي بهذه العبارات فقط ليعرف الكثير عن هذه الأرض المباركة ومن يسكنها، ولجأ إليها.

 

لن ننسى جميل هذه الأرض الطيبة وناسها وسكانها؛ ملوك وأحفاد بلقيس؛ سنحكي ونتحدث لأطفالنا عن ما عشناه وشاهدناه؛ سنكتب للتاريخ عن مأرب التاريخ التي احتضنت أبناء الشعب اليمني الفارين من بطش المليشيات.

 

وفي المقابل لاتزال في النفس غصة أن أهلنا ممن لازالوا تحت سطوة المليشيا يكابدون ألم غياب الدولة، وإجرام المليشيا التي أوصلت البؤس إلى كل منزل وإلى كل يمني.

 

أخيراً: هاهو التاريخ يعيد نفسه؛ فكما كانت مأرب الحضارة منذ مئات السنين، هاهي اليوم تخط لنفسها مجداً وتاريخاً جديداً.

كلمات دالّة

#مأرب