آخر تحديث:- منذ 28دقيقة
السبت 20 إبريل-نيسان 2024

12 منشأة طالتها صواريخ الحوثيين بمأرب ثلاث منها دمرت كلياً
تدمير المستشفيات .. جريمة حرب حوثية تتكرر أمام أنظار المجتمع الدولي

الأحد 16 فبراير-شباط 2020 الساعة 06 مساءً /   26 سبتمبر - فؤاد محمد
 

قبل تحرير مديرية مجزر في 2016 من مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً كان مستشفى الجفرة قد تحول إلى ثكنة عسكرية اتخذت منه مكاناً لتكديس الأسلحة، ومقراً لإدارة حربها في المنطقة وعمليات التمرد، متسببة في تدمير شبه كلي لهذا المستشفى، الذي كان يقدم خدماته لآلاف المواطنين.

وبعد قيام الجيش الوطني بتحرير المديرية عادت الحياة مجدداً لمجزر، وعمل مكتب الصحة بالمحافظة، والسلطة المحلية بالتعاون مع وزارة الصحة وتحالف دعم الشرعية على إعادة تأهيل المستشفى ليعود لتقديم خدماته الطبية والإنسانية بشكل أفضل من ذي قبل بعد أن أضيفت عليه خدمات العمليات الجراحية والطوارئ وغيرها من الخدمات.

استطاع المستشفى خلال فترة عامين من تقديم خدماته المخصصة لمديرية واحدة للمواطنين من ثلاث محافظات صنعاء ومأرب والجوف، واستفاد منه عشرات الآلاف من السكان والنازحين، وأجرى عمليات جراحية للعشرات، فضلا عن خدمات الرعاية الصحية وغيرها.

وفي السابع من فبراير وبينما كان المستشفى يعمل على تقديم خدماته للمواطنين أقدمت مليشيا الحوثي على قصف المستشفى بالصواريخ والمدفعية، وتحول العاملون والمرضى إلى هدف مباشر للصواريخ وقذائف المدفعية الحوثية، رغم أنه يبعد عن خطوط المواجهات مسافات كبيرة.

 

توقف كامل

بغلت كلفة إعادة تأهيل المستشفى 50 مليون ريال قدمتها السلطة المحلية بالمحافظة، و100 مليون ريال قدمتها المنظمات المانحة، واستمر العمل على تطوير المستشفى حتى تمكن المستشفى من تقديم خدمات طبية، حدت من سفر المواطنين إلى مدينة مأرب بحثا عن العلاج.

وبعد قصف مليشيا الحوثي للمستشفى تم إيقاف العمل بالمستشفى كليا حفاظاً على أرواح العاملين والمرضى، وهو ماتسبب في حرمان مايزيد عن 15 ألف مستفيد من الخدمات الطبية التي كان يقدمها مستشفى الجفرة وإلى جانبه المستشفى السعودي المتنقل الذي تم استهدافه بالقصف.

وتفيد آخر إحصائية صادرة عن المستشفى فإنه ومنذ إعادة تأهيله وحتى نهاية العام 2019، استقبل المستشفى 38814 حالة، قُدمت لهم 22658 خدمة طبية وعلاجية، وتم إجراء 106 عمليات جراحية".

وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 25 سريرا، ويضم عشرة أقسام وهي (الطوارئ- الرقود- العناية المركزة- العمليات- المختبر- الأشعة- الصيدلية- النساء والولادة- الرعاية الصحية الأولية- العيادات الخارجية)، ويعمل فيه 61 موظفاً بينهم 4 اختصاصيين و3 أطباء عموم وغيرهم من الفنيين والإداريين" وفقاً لما أورده بيان مكتب الصحة.

وتسبب القصف الذي شنته مليشيا الحوثي الانقلابية إلى إلحاق أضرار بالغة في قسمي الطوارئ والرقود وعدد من أقسام المستشفى، وتوقف كامل الأقسام على تقديم خدماتها بعد تعرض المبنى لأضرار بالغة يصعب معه العودة لمزاولة العمل في وقت قريب.

 

تطوير مستمر

ووفق مدير عام مكتب الصحة العامة بالمحافظة الدكتور عبدالعزيز الشدادي فإنه وبعد إعادة تأهيل المستشفى استمر العمل في تطوير بنية المستشفى التحتية وتحسين الأداء وتوفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية للمستفيدين من أبناء بعض المديريات القريبة من المستشفى من محافظات (مأرب - الجوف - صنعاء).

وأكد أن مستشفى الجفرة والمستشفى السعودي كانا يقدمان خدماتهما بشكل أساسي للنازحين، الذين تضرروا بشكل أساسي من هذا القصف، إضافة إلى تقديمه خدمات طبية لسكان خمس مديريات من ثلاث محافظات وهو مايمثل جريمة حرب مكتملة الأركان لايمكن أن تسقط بالتقادم.

ووفق الشدادي فإن مليشيا الحوثي كانت قد حولت المستشفى إلى ثكنة عسكرية خلال الفترة من نهاية العام 2014م وحتى العام 2016م، وبعد دحرها على يد الجيش الوطني جرى إعادة تأهيله ورفده بالمعدات والتجهيزات اللازمة لمواكبة الخدمات الصحية للسكان والنازحين في المنطقة.

 

استهداف ممنهج

الدكتور الشدادي أكد في تعليق لـ"26 سبتمبر" المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام استهداف مليشيا الحوثي الإنقلابية للمستشفيات والأعيان المدنية في محافظة مأرب، والذي ترتكبه مليشيا الحوثي بشكل متعمد وممنهج، متجردة عن كل القيم الإنسانية في سياق حربها العبثية التي تشنها على الشعب اليمني.

وقال إن مليشيا الحوثي الانقلابية استهدفت بشكل ممنهج ومتعمد خلال أربع سنوات 12 منشأة طبية ومرفقا صحيا في المحافظة بمختلف أنواع الصواريخ والمقذوفات، وأن ثلاثة من المستشفيات التي استهدفتها مليشيا الحوثي تسببت في تدميرها ثلاثة منها بشكلٍ كلي، كما أسفر القصف المتكرر عن استشهاد 7 أطباء وعاملين صحيين وإصابة 7 آخرين من الكوادر الصحية العاملة بالمحافظة.

وأشار الشدادي إلى أن المكتب تمكن خلال الفترة الماضية من إعادة تأهيل خمسة مستشفيات، في حين مايزال اثنين من المستشفيات بحاجة إلى إعادة تأهيل هي مستشفى الوطن بمديرية حريب المهدم بالكامل وهو بحاجة إلى إعادة بناء من جديد، إضافة إلى مستشفى صرواح.

وأكد أن مليشيا الحوثي حولت المستشفيات والمرافق الصحية إلى ثكنات عسكرية ما أدى إلى تدميرها بالإضافة إلى تضرر عدد من المرافق الصحية بالمقذوفات والألغام، وقامت بإتلاف عدد من الوحدات والمراكز والعربات الصحية وغرف العمليات التي كانت مجهزة وتقدم خدماتها للمواطنين في بعض مديريات المحافظة.

الدكتور الشدادي أكد أن مكتب الصحة يؤدي واجبه بمهنية عالية وملتزم بالحياد في تقديم واجبه الإنساني ويعمل بكل مسؤولية من أجل تقديم الخدمات الطبية ولم يقم بأي تغيير في إدارة المرافق الطبية في المديريات التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات من أجل ضمان استمرار العمل.

وشدد مدير عام مكتب الصحة على توفير الرعاية الصحية والحفاظ على نظام صحي فعّال في كافة مديريات المحافظة التي باتت ملاذاً آمناً للنازحين والمهجرين قسرياً والفارين من جحيم وبطش المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

 

بيان موارب

ورغم الاستهداف الممنهج للمنشآت الطبية في مأرب من قبل مليشيا الحوثي لم يصدر أي بيان إدانة لممارسات مليشيا الحوثي باستثناء بيان خجول أصدرته ممثل مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية (الآوتشا) لم تدن فيه مليشيا الحوثي واكتفت ببيان موارب من خلال حديثها باستهداف المستشفى أثناء الحرب.

واعتبر البيان أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مستشفى الجفرة والمستشفى السعودي الميداني بمديرية مجزر بمأرب يمثل "خرقاً غير مقبول كلياً للقانون الإنساني الدولي".

وقال البيان الذي حصلت عليه "26 سبتمبر" إن التقارير الأولية أكدت إلى أن الضربات أدت إلى توقف الخدمات الطبية عن 15000 شخص ، الكثير منهم من النازحين، وأن المرفقين الصحيين تعرضا إلى أضرار بالغة شملت أقسام العناية المركزة والعلاج الطبيعي والرقود والصيدلية في مستشفى الجفرة، الذي يعدّ المستشفى الرئيسي في المنطقة، كما تعرض المشفى السعودي الميداني، لأضرار هيكلية إضافة إلى إصابة أحد المسعفين، ما أدى إلى إغلاق المشفيين لسلامة العاملين والمرضى.

واعتبرت ليز غراندي منسق الشؤون الإنسانية في اليمن أنه "من المروع أن تتعرض مرافق يعتمد عليها آلاف من الأشخاص للبقاء على قيد الحياة لمثل هذه الأضرار الجسيمة". مؤكدة أن القطاع الصحي تعرض لضربات شديدة خلال هذه الحرب، ومن أولوياتهم الحدّ من وقوع المزيد من هذه الأضرار والمساعدة في إعادة البناء.

وأشار البيان الأممي إلى أن تصاعد القتال مؤخراً أدى إلى نزوح ما يصل إلى 4673 أسرة من محافظة صنعاء والجوف ومأرب العديد منهم فروا من مناطق المواجهات الأمامية وأجبروا على النزوح للمرة الثانية واستنفذت مواردهم. مؤكدا أن المنظمات الإنسانية سارعت لتقديم المواد الطارئة من غذاء ومواد نظافة وأدوات الإيواء والمواد الأخرى الضرورية لنحو 1884 أسرة إضافة إلى توفير الخدمات المنقذة للأرواح من مياه وصرف صحي ونظافة وخدمات صحية وتغذية وحماية اجتماعية.

 

صمت مطبق

وفي الوقت الذي أعربت فيه وزارة الصحة العامة والسكان استنكارها لاستهداف مليشيا الحوثي لمستشفى الجفرة الحكومي والمستشفى السعودي شمال مأرب، عبرت عن "استغرابها ودهشتها للصمت المطبق للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والتي لم تقم حتى بإصدار بيان بإدانتها وتحديد موقفها الصريح والواضح تجاه الأعمال الإجرامية لمليشيا الحوثي الذي يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية.

وشددت الوزارة في بيان لها على ضرورة "أن لاتقف المنظمات الدولية موقف المتفرج حيال جرائم المليشيات الحوثية".

وقال البيان "إن استهداف المستشفيات التي تعمل على مساعدة المرضى النازحين بمحافظة مأرب وتقديم خدماتها الإنسانية، يعكس مدى إفلاس هذه الجماعات الاخلاقي ويدل على سقوط قيمها الإنسانية لتسجل اسمها وبجدارة في خانة المنتهكين للقانون".. مؤكداً أن "مثل هذه الأعمال الإجرامية لا يقبلها دين ولا عرف ولا قانون".

وكانت أحزاب التحالف الوطني قد دعت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى القيام بواجبها في تجريم الممارسات الحوثية الإرهابية ووقف الاعتداءات المستمرة على المدنيين.

ووفق تقارير المنظمات الإنسانية فإن مليشيا الحوثي الانقلابية تستهدف بشكل متعمد المستشفيات والمرافق الصحية، والأحياء المدنية، وهو ماتسبب في تردي الوضع الصحي في البلاد، وتوقف الكثير من المنشآت الطبية عن تقديم خدماتها للمواطنين.

كلمات دالّة

مأرب