السلطة المحلية واكبت المتغيرات الطارئة ديموغرافياً وأمنياً وخدمياً
- مأرب شهدت نمواً متسارعاً رافقه استقرار أمني وتعايش مثالي
استطاعت السلطات المحلية في محافظة مأرب اليمنية، أن تحقق قدرا مقبولا من حالة الاستقرار الأمني، وتحسين الخدمات والبنية التحتية، منذ أن نجحت الشرعية وقوات التحالف الداعمة لها في دحر الميليشيات الحوثية من على أبواب مدينة مأرب في 2015.
وفي الوقت الذي تحولت فيه المدينة إلى مركز رئيسي لاستقبال مئات الآلاف من المواطنين الفارين من صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة للميليشيات، خوفا منهم على حياتهم أو للالتحاق بصف القوات الحكومية، استطاعت السلطة المحلية فيها أن تواكب المتغيرات الطارئة ديموغرافيا وأمنيا وعلى صعيد الخدمات، ما جعل من تجربتها نموذجا للمناطق المحررة.
وعلى الرغم مما يتداوله ناشطون يمنيون من انتقادات تتعلق - كما يقولون - بهيمنة أطراف حزبية بعينها على المشهد العام في المحافظة، بما في ذلك سيطرتها على عائدات النفط والغاز المستخرجين من حقول صافر، فإنها شهدت نموا متسارعا، رافقه استقرار أمني وتعايش سلمي مثالي بين سكانها والوافدين إليها هربا من جحيم الحوثيين في مناطق سيطرتهم.
وفي حين بدأت منذ أشهر وفود الصحافيين الأجانب تحط الرحال في المدينة التي تضاعف عدد سكانها بسبب موجات النزوح المستمرة إليها، أصبحت أخيرا محط أنظار البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين لدى اليمن، إذ حظيت أخيرا بزيارة السفيرين الفرنسي والأميركي، وهي أول زيارة لهما لليمن منذ الانقلاب على الشرعية.
وكان السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، قد قام بزيارة لمأرب في آخر الشهر الماضي، وأعلن من هناك، تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إطلاق عدد من المشروعات الحيوية في المدينة على نفقة المملكة، بما في ذلك، إنشاء مطار إقليمي، إلى جانب مشروعات أخرى على صعيد البنية التحتية والكهرباء والمياه والصرف الصحي، ضمن البرنامج العام الذي تقوده المملكة لإعادة إعمار اليمن.
وفي أواخر الشهر الماضي نفسه، شهدت مأرب زيارة للسفير الفرنسي كريستيان تيستو مع اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ في بلاده، ونقلت عنه المصادر اليمنية إعجابه بما تشهده المحافظة من نمو متسارع.
إلى ذلك، استقبل محافظ مأرب سلطان العرادة، الثلاثاء، السفير الأميركي، ماثيو تولر، في أول زيارة له لليمن، منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية وسيطرتها على صنعاء، قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن تولر ناقش مع العرادة، عددا من القضايا المتعلقة بالسلام وجهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وما قامت به الميليشيات الانقلابية تجاه اليمنيين من انتهاكات منذ انقلابها على الشرعية الدستورية واحتلالها مؤسسات الدولة.
وفي تصريحات رسمية، قال العرادة إن زيارة السفير الأميركي لمأرب «لها دلالاتها ويترتب عليها أشياء كثيرة ومهمة»، على حد تعبيره، من ضمنها «التعاون المثمر مع دولة محورية كالولايات المتحدة التي لها دور دولي، وتسعى لإخراج اليمن من الأزمة القائمة».
وأعرب محافظ مأرب، الذي عين في هذا المنصب رسميا في 2012، عن أمله في أن ينقل السفير تولر «الصورة الحقيقة الواقعية عن معاناة الشعب اليمني جراء انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية الدستورية، الذي أطاح بمؤسسات الدولة ووضع اليمن في محرقة حرب أحرقت فيها الأرض والإنسان والمؤسسات». على حد قوله.
وفيما نوه السفير تولر من جانبه بالتحسن الملحوظ الذي تشهده مأرب، جدد - وفقا لما نقلته عنه المصادر الرسمية - حرص بلاده على إحلال السلام في اليمن ودعمها لجهود الشرعية.
ورغم أن المدينة التي لم يتمكن الحوثيون من احتلالها بسبب الاستبسال في الدفاع عنها من قبل أبنائها، أصبحت، من أكثر المدن اليمنية انضباطا للأمن، فإنها لا تزال في مرمى الصواريخ الحوثية بأنواعها.
وبينما تتولى دفاعات تحالف دعم الشرعية بنجاح مهمة تدمير الصواريخ الباليستية الحوثية التي تجاوز عددها 70 صاروخا، لا تزال القذائف الأصغر حجما، مثل «كاتيوشا» تشكل تهديدا حقيقيا لسكان المدينة.
وهذا الخطر سيظل مستمرا - بحسب المراقبين - طيلة بقاء المسلحين الحوثيين في مناطق صرواح وجبال هيلان غرب مأرب، حيث المسافة الكافية التي تمكنهم من قصف المدينة بالقذائف الصاروخية التي لا تندرج، مثل الصواريخ الباليستية، ضمن الأهداف التي تتصدى لها المنظومات الدفاعية.