آخر تحديث:- منذ 37دقيقة
الجمعة 29 مارس - آذار 2024

صحفي أمريكي: زيارة مأرب تعد لحظة ممكنة لنسيان حرب أهلية مدمرة تعصف باليمن

الأربعاء 17 يناير-كانون الثاني 2018 الساعة 11 مساءً / مأرب - ترجمة خاصة

آدم بارون

كانت زيارة مدينة مأرب في وسط اليمن في وقت سابق من هذا الشهر لحظة ممكنة لنسيان حرب أهلية مدمرة تعصف باليمن. حيث تزدحم الشوارع بالتجارة واعمال البنا، وتمتلئ الجامعة الحديثة بالطلاب، ويستمر تدفق المسؤولين ورجال أعمال من مختلف أنحاء البلاد إلى منطقة كانت راكدة سابقا، كما وتم تفعيل النظام الإداري للمحافظة بقيادة محافظ المحافظة القوي والمؤثر الشيخ سلطان العرادة.
ولكن حتى في هذه الواحة الهادئة بشكل نسبي، لا تزال علامات الصراع ظاهرة. حيث تذكرك ملصقات القتلى من الجنود والقادة العسكريين بجبهات القتال المشتعلة في نهم وصرواح المتقاربتين
تأوي المباني الغير مكتملة النازحين، الذين كانوا السبب في التوسع الكبير للمدينة ذات السكان المتواضع سابقا. وتقف المعالم الأثرية القديمة في المحافظة والتي يعود عمرها الى الف عام –وتعتبر من بين الأكثر أهمية في تاريخ شبه الجزيرة العربية –دون حماية وتملؤها القمامة والكتابات الجدارية.

لايزال المستشفى الرئيسي للمحافظة يحمل آثار القصف الحوثي خلال معركة السيطرة على المدينة
عام 2015.

ان التحديات التي تواجه مأرب – التي هي الآن واحدة من المحافظات الأكثر استقرارا في اليمن – تؤكد على الحالة الصعبة في جميع أنحاء البلاد.
وقد ازدادت الأمور سوءا خلال الشهر الماضي حيث تسبب صاروخ أطلقه الحوثيون الموالون لإيران على الرياض في إثارة التحالف العربي بقيادة السعودية لإغلاق المنافذ البحرية والجوية والبرية للبلاد وشن وابل من الغارات الجوية على أهداف حوثية . حيث وقد تسبب الأخير بالفعل في سقوط عشرات الضحايا المدنيين .كما ويستمر في الوقت نفسه، حصار الحوثيون وحلفاؤهم على مدينة تعز في ظل وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج العاجز.


ولا شك أن الحل السياسي للصراع يجب أن يظل محور التركيز الرئيسي للجهات الدولية الفاعلة والمؤثرة في اليمن الذي يزداد أكثر فقرا وانقساما في ظل استمرار الصراع بصورة يومية.
في الوقت نفسه، وفي حين أن العملية السياسية لا تزال ضعيفة، الا انه ينبغي الاستمرار في دعم مسار المحادثات والتركيز كذلك بوجه خاص على مشاركة الفئات المهمشة حاليا - بمن فيهم الانفصاليون الجنوبيون والتجمعات القبلية والنساء والشباب والمجتمع المدني – في عملية السلام وصياغة الدستور في مرحلة ما بعد الحرب .

وفي حين أن الحرب لا تزال تؤثر على البلد بأسره بشكل أو بآخر فإن مأرب وبعض أجزاء اليمن الأخرى قد دخلت مرحلة ما بعد الحرب. ويمكن ان تقطع عملية إعادة الإعمار وبناء القدرات وتطويرها وتقديم المساعدات الإنسانية شوطا كبيرا ليس فقط في استفادة حياة المواطنين بالسلع التي تعاني بعض المناطق في اليمن من نقص، ولكن أيضا في بناء الثقة وتعزيز التعاون مع الأطراف الفاعلة محليا.

 

*بتصرف عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية
نشر بتاريخ 16/11/2017م

 

كلمات دالّة

#مأرب