آخر تحديث:- منذ 57دقيقة
الخميس 28 مارس - آذار 2024

الدور الإنساني الذي لعبته مأرب

السبت 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / بقلم/ حسين الصادر

إذا ما ابتعدنا عن السياسة والوضع الميداني وجبهات القتال، ونظرنا للدور الإنساني الذي لعبته محافظة مأرب طيلة فترة الحرب، سوف نجد أن هذه المحافظة تصدرت المشهد الإنساني طيلة سنوات الحرب، التي فرضتها المليشيات المدعومة من إيران. 

لقد استوعبت محافظة مأرب أكثر من مليون نازح، وشكلت جغرافيا المحافظة بمختلف مديرياتها ملاذا آمنا للنازحين، والفارين من تعسفات مليشيا الحوثي، إذ احتضنت 70 في المائة من إجمالي نازحي الحرب على مستوى الجمهورية، وهذا بدون أدنى شك يضع مأرب المحافظة الأولى التي انفردت على مستوى الوطن بهذه الميزة الإنسانية.

لقد استندت محافظة مأرب على المستويين الرسمي والاجتماعي إلى ثقافة أصيلة ضاربة جذورها في عمق المجتمع البدوي، الذي يرى في إغاثة الملهوف ومساندة المنكوب واجباً إنسانياً تفرضه المروءة والدين والعرف، ومن تحت عباءة هذه العناوين قدم أبناء مأرب كل ما استطاعوا تقديمه.

فعلى المستوى الاجتماعي وخاصة في الأرياف، قدم المأربيون المنازل لكثير من الأسر النازحة، وعلى المستوى الرسمي تقاسم أبناء مأرب الخدمات الحكومية المحدودة في التعليم والصحة والكهرباء والخدمات الأخرى.

كما قدمت سلطة مأرب المحلية كل التسهيلات للنازحين الميسورين في قطاع الأعمال والاستثمار، وشملت قطاعات مختلفة؛ من بينها الفنادق والمطاعم والنقل والمشاريع الصغيرة، واستطاع أبناء النازحين الوصول إلى المدارس في مراحل التعليم المختلفة.

وعلى مستوى التعليم الجامعي حصل الآلاف من النازحين على فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي في "جامعة إقليم سبأ".

ليس ذلك فحسب بل لعبت محافظة مأرب أدواراً كبيرة على علاقة بالوضع الإنساني، إذ وفرت بسبب الاستقرار النسبي أكثر من نصف مليون فرصة عمل في قطاعات الزراعة والبناء وعمالة المشاريع الصغيرة، وقدمت دوراً إنسانياً هاماً في تسهيل السفر لأغراض دينية وعلاجية ودراسية عبر فرع الجوازات المحلي بالمحافظة.

وهناك أدوار يمكن أن نطلق عليها استراتيجية وبعيدة المدى؛ من ضمنها توفير المناخ المناسب لعمل بعض المشاريع المهمة مثل المشروع السعودي"مسام"، الذي يعمل مع البرنامج الوطني لنزع الألغام، والذي حقق إنجازات جبارة انطلاقاً من محافظة مأرب، ويعمل في أغلب محافظات الجمهورية.

ونجحت سلطة مأرب المحلية في الحفاظ على تدفق إمدادات الغاز المنزلي إلى جميع محافظات الجمهورية، وكان من الممكن أن يتسبب نقص هذه المادة في أزمات إنسانية للأسر.

ومع هذا الدور الرائع، تغيب معظم منظمات الدعم الإنساني، وخاصة التابعة لمنظمات الأمم المتحدة عن المحافظة، يقابله قصور واضح في تسويق الدور الإنساني للمحافظة.

وعلى مستوى الوضع الميداني تحتاج محافظة مأرب إلى خبرات المانحين في إدارة النازحين في المدى القريب والمتوسط، وإلى إعادة النظر في الموازنات الحكومية في القطاعات الخدمية.

كلمات دالّة

مأرب