مكتب الصحة بمأرب يدرب 60 صحيًا حول معالجة حالات الكوليرا ومكافحة العدوى تتويج فريق ملوك سبأ بكأس بطولة الشهيد حسن بن جلال قرابة 42 ألف مستفيد من خدمات الوحدة الصحية في القطاع العاشر بمخيم الجفينة ندوة حقوقية بمأرب تناقش واقع المرأة اليمنية بعد انقلاب مليشيات الحوثي تتويج نادي السد بطلاً لبطولة مأرب لكرة اليد ونادي سبأ حريب الوصيف مركز الملك سلمان يوزع 2500 حقيبة شتوية على الأسر الأشد احتياجاً بمأرب جامعة إقليم سبأ تكرم مكتب وكالة الأنباء اليمنية بمحافظة مأرب
حوار/ بشرى الحميدي
من بين ركام الحرب وعبث مليشيا الحوثي الإرهابية الذي طال كل شيء، بما في ذلك الهوية الوطنية والثقافية والفكرية لهذا الوطن، يأتي معرض مأرب الأول للكتاب ليعيد لثقافتنا وهويتنا ألقها، ويعيد للكتاب حضوره بعد أن غيبته الحرب.
وفي حوار خاص أجرته الصحيفة يلفت ناصر الشريف مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب إلى دلالات إقامة معرض الكتاب، وأهميته، وماذا يعني أن يقام المعرض في مأرب؟ والعديد من الأسئلة المتعلقة بالمعرض وفعالياته التي ستقام على مدى 10 أيام.
إلى الحوار:
إقامة معرض الكتاب بمأرب يعد فرصة ثمينة لإعادة ربط المجتمع بالكتاب، وإنعاش قطاع بيع الكتب من خلال تعريف دور النشر التي ستشارك في المعرض ببيئة المحافظة، ومدى إمكانية أن يكون هناك فرصة لافتتاح فروع لها في المحافظة، إضافة إلى أنه يمثل وسيلة مثالية للقاء المؤلفين والباحثين الموجودين بمأرب خاصة، وأن المعرض سيحتضن الكثير من الفعاليات المصاحبة ثقافية وأدبية وعلمية.
المعرض يدور حول الكتاب والترويج للكتاب، والأبحاث والإصدارات الأدبية والعلمية والثقافية، وإيصال الكتاب للقارئ والمثقف المتلهف لإقامة المعرض في محافظة مأرب، فضلا عن أنه يضم أجنحة خاصة بالمؤسسات التعليمية من أبرزها جامعة إقليم سبأ، إضافة إلى أنه سيحتضن فعاليات مصاحبة على مدى أيام المعرض فضلا عن أنه سيكون هناك منصة خاصة بالمؤلفين لتوقيع مؤلفاتهم، وهناك إصدارات جديدة ستعرض لأول مرة في هذا المعرض.
المعرض يأتي في ظل حالة الحراك التي تشهدها مأرب على أكثر من صعيد تنموي، واقتصادي، وثقافي، كما أنه سيسهل حصول القارئ والباحث في مأرب والمحافظات المجاورة على الكتب والمؤلفات التي يبحث عنها، فضلا عن أنه سيمثل تظاهرة ثقافية وتوعوية مهمة في المعركة الوطنية التي تخوضها مأرب واليمن بشكل عام في وجه مليشيا الحوثي الانقلابية.
الرسالة تعني أن مأرب ماضية نحو الأفضل، نحو النصر، نحو اليمن الذي يحلم به كل يمني، فبقدر ماهناك تنمية اقتصادية هناك تنمية ثقافية ومعرفية، وهناك يمن يتخلق من جديد من بين ركام الحرب واليأس.
المعرض ثورة معرفية ليست بالبسيطة، تؤكد أن لا انتصار بدون معرفة، ولا معرفة بدون كتاب وقلم، هنا في مأرب يمن ينطلق نحو البناء والتنمية.. نحو العلم والمعرفة.. نحو الاهتمام بالإنسان باعتباره الثروة الوطنية، والركيزة التي تدور حوله معركة البناء بكل معانيها.
معركتنا هي معركة فكرية ثقافية توعوية لا تقل أهمية عن المعركة التي يخوضها أبطال الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، والنصر على مليشيا الحوثي التي ترى في التعليم والوعي ألد خصومها، وليس أدل على ذلك من عملية التدمير الممنهجة التي تمارسها ضد التعليم بدءا من تفجير المدارس، وإيقاف مرتبات المعلمين، وتيئيس النشء من أهمية التعليم بهدف اتخاذهم كوقود لها في حربها على الشعب اليمني.
هناك حرب تجهيل تمارسها مليشيا الحوثي تهدف من ورائها غرس أفكارها في المجتمع، لأن الجهل هو البيئة الخصبة التي تنتشر في ظلها الأفكار المنحرفة والإرهابية، لذا يأتي إقامة معرض الكتاب بمأرب في إطار الاهتمام بالفكر القائم على الوعي المدرك لقيمة الإنسان والحرية باعتبارها مخلوقا مرتبطا بالكون والإنسان، والإقناع بلا إكراه هو الوسيلة الوحيدة للعيش والوصول إلى معرفة الخالق ومعرفة مخلوقاته.
الكتاب هو الوسيلة الأهم للوصول للمعرفة، وبالتالي فإن المعرض يمثل ثورة معرفية مهمة، حيث سيتمكن المثقفون والقراء والباحثون من الحصول على بغيتهم من الكتب والأبحاث التي ستباع خلال أيام المعرض.
المعرض يمثل انطلاقة للكتاب بمحافظة مأرب، ويعني أن دور النشر قد تجد لها سوقا خصبة للتسويق لكتبها وإصداراتها، وهو بداية لإيجاد سوق للكتاب بمأرب، فضلا عن أنه سيربط الأجيال الجديدة بالكتاب والمعرفة.
مأرب تخطو خطوات متسارعة في جانب التنمية المعرفية، وتولي السلطة المحلية بقيادة المحافظ العرادة التعليم والتنمية المعرفية أولوية قصوى، ويتضح ذلك من خلال تحملها طباعة الكتاب المدرسي وحرصها على التوسع في البنية التحتية التعليمية، كما باتت عدد من المؤسسات الثقافية تنشط في محافظة مأرب من خلال فعالياتها الثقافية والفكرية والأدبية.
الشاهد أن ذلك التسارع يحتم علينا أن نجعل من هذا المعرض تقليدا سنويا، وبإذن الله ننجح في ذلك بعون الله أولا، وبمساندة السلطة المحلية، وبتعاون أبناء المحافظة، وكل المثقفين والمهتمين.
ستقام على هامش المعرض العديد من الفعاليات المصاحبة كالندوات والفعاليات الشعرية والأدبية، وقد تم تخصيص جناح خاص في المعرض للفعاليات المصاحبة المتنوعة.
هذه الفعالية تدعمها السلطة المحلية بالمحافظة، باعتبار ذلك يمثل لها أولوية في سلم مهامها، فالفعالية تقام بدعم كامل من السلطة المحلية، وهذا إن دل فإنما يدل على مدى تربع المعرفة في سلم اهتماماتها.