العميد حميد: ركزنا على الإنسان خلال مواجهة السيول .. وتحركنا كمنظومة متكاملة
الموضوع: تقارير

 

- قمنا بإنذار السكان بمكبرات الصوت لسرعة إخلاء منازلهم قبل السيول

- أنقذنا المئات من المواطنين الذين علقوا والكثير ممن جرفتهم السيول.

- نفذنا حملة انتشار أمني ولحماية ممتلكات المواطنين الذين تركوا منازلهم.

 

أثبت منتسبو الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب بسالة عالية أثناء كارثة السيول التي شهدتها المحافظة منتصف أبريل الجاري ، عبر تدخلاتها العاجلة لحماية وإنقاذ من داهمتهم السيول الجارية ، لتبرز من جديد الحكاية القديمة الجديدة (الجندي المجهول).

ومع وقوع هذه الكارثة سارعت السلطة المحلية بالمحافظة بقيادة المحافظ اللواء سلطان العرادة ، لاتخاذ جملة من التدابير العاجلة لإنقاذ وإغاثة المتضررين سواء نازحين في مخيمات أو من سكان الأحياء، غير أن جهودا أخرى لأجهزة الأمن ظلت خلف الأضواء رغم دورها المحوري في تخفيف مأساة كارثة السيول، والحد من حجم الخسائر البشرية إلى حد كبير مقارنة بحجم السيول التي غطت أحياء كاملة.

يؤكد مدير عام الشرطة في محافظة مأرب العميد يحيى علي حميد أن ثمة غياب لجهود الأجهزة الأمنية ودورها في كارثة السيول في وسائل الإعلام، في مقابل التركيز على بعض السلبيات والأخطاء التي تحصل هنا وهناك.

ويضيف في حديث مع موقع محافظة مأرب: "صحيح أن ما يقوم به منتسبو الأمن من واجباتهم ومهامهم الطبيعية، إلا أنه من واجب وسائل الإعلام أن تظهر الإيجابيات كما تتسابق على نقل السلبيات".

 

الأكثر تضرراً

وقبل الحديث عن أبرز الجهود المبذولة بهذا الشأن ، أشار مدير شرطة مأرب إلى فئات عدة للمتضررين من السيول ، أولهم النازحون في المخيمات، الذين تضرروا بشكل كبير، نتيجة الرياح والعواصف التي هدمت معظم خيامهم، ما أدى إلى أن أصبح المواطنون في العراء، لتأتي بعد ذلك الأمطار التي أتلفت ما يملكون من أثاث وملابس ومواد غذائية وغيرها ، ولم يتبق لهم سوى ما يلبسونه فوق أجسادهم.

فئة الثانية من النازحين كانت خيامهم قريبة من مجرى السيول - وفق العميد حميد، وقد تعرضت للانجراف، ومن بين تلك الخيام أسرة مكونة من امرأة وثلاثة أطفال جرفتهم السيول، وتم العثور على جثثهم بعد ثلاثة أيام من البحث عنهم ، وهم ضمن السبعة الأشخاص الذين اقتصرت حالات الوفاة فيهم.

والفئة الثالثة من النازحين الأخف ضرراً وهم أولئك الذين تبثوا خيامهم في أماكن مرتفعة بعيدة عن مجرى السيول، كانت أضرارهم قليلة.

ويتحدث مدير عام شرطة المحافظة عن فئة رابعة من المتضررين الذين تجاهلوا التحذيرات الأمنية، وجازفوا بالبناء في مجاري السيول والتي غطتها المياه وجرفت بعضها .. مؤكدا أن هؤلاء خالفوا كافة التحذيرات، واللوحات الإرشادية وسبق أن تم تنفيذ حملات منع البناء بالتنسيق مع الجهات المعنية بالمحافظة إلا أن المواطنين كانوا يقومون بالبناء في تلك المناطق الخطيرة في أوقات متفاوتة متجاهلين التحذيرات لهم حتى وقعوا فيما كنا نحذرهم منه.

وتابع: "من بنوا منازلهم في السوائل كانوا يسترخصون أسعار الأراضي التي كان يتم بيعها لهم، ونتيجة لذلك كان الناس يشترون أراض في هذه المناطق، وهناك اعتقاد خاطئ عند المواطنين خاصة من هم من خارج المحافظة، وهو أن مأرب قليلة ونادرة الأمطار ، وهو ما جعلهم يبنون في تلك المناطق.

 

البشر أولا

وعن التدخلات الأمنية في مواجهة كارثة السيول يقول حميد: كانت استراتيجيتنا هي البشر أولا رغم وجود مخالفات جسيمة من الأهالي، لذا كان لزاما أن نتحرك كمنظومة أمنية بمختلف تشكيلاتها لإنقاذ الناس، وقمنا باستنفار أمني واسع ، لإنقاذ البشر كهدف رئيسي.

ويضيف: قامت الأجهزة الأمنية بعدد من الإجراءات تمثلت في إنذار السكان بمكبرات الصوت لسرعة إخلاء منازلهم قبل وصول السيول، ومع ارتفاع منسوب السيول كنا قد جمعنا بعض المعدات والناقلات الكبيرة مثل البوكتيلات والشيولات والناقلات الكبيرة بتعاون من الأهالي، وتم التدخل العاجل وإنقاذ العشرات، إن لم يكن المئات من المواطنين الذين علقوا في منازلهم وسط السيول، وإنقاذ الكثير ممن جرفتهم السيول.

وأكد أن فرق غواصة متخصصة تتبع قوات الأمن الخاصة، وكذلك فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني وأفراد من كافة الوحدات الأمنية ساهموا بشكل كبير في إنقاذ العديد من الأطفال والعالقين من وسط المياه بطرق احترافية.

 

جهود أخرى

وبحسب مدير عام الشرطة فلم تتوقف جهود الأمن عند هذا الحد، بل تواصلت عمليات نقل للمتضررين إلى الفنادق على نفقة السلطة المحلية ، بحسب توجيهات المحافظ اللواء سلطان العرادة ، كإجراء أولي وعاجل في توفير مأوى لهم ، وقد تم استيعاب أكثر من سبعمائة أسرة .

وتابع: "عقب هدوء الكارثة وعمليات الإنقاذ والإغاثة استراح الجميع ، غير أن الجندي المجهول في المؤسسة الأمنية ظل يواصل مهامه في صمت لأيام عدة ، حيث نفذت حملة انتشار أمني واسعة لحماية ممتلكات المواطنين التي تركت في المنازل المتضررة جزئيا ، وتم إغلاق المناطق المتضررة ومنع إخراج أي أدوات منها لمدة ثلاثة أيام متتالية، وأبطال الأمن يتواجدون بشكل مستمر حتى عاد السكان من أصحاب تلك المنازل ، مشيرا إلى أن هذا الانتشار الأمني كان له أثر كبير في ردع ضعفاء النفوس وصدهم من العبث بممتلكات المتضررين .

 

تفاعل مجتمعي

وعن مستوى تفاعل المجتمع وتعاونهم مع الأمن في عمليات الإنقاذ ، ثمن العميد "يحيى حميد" دورهم الفاعل وإسهامهم الكبير في ذلك.. مؤكدا أن هذا التفاعل يمثل دلالة واضحة على القيم الاجتماعية والانسانية التي يتحلى بها سكان مأرب، إلى جانب أن التحركات الأمنية كان لها أثر في رفع مستوى ذلك التفاعل المجتمعي الذي يستحق الشكر والتقدير منا جميعا .

 

ترابط قوي

وأعرب مدير عام شرطة محافظة مأرب في حديثه لموقع المحافظة عن الشكر والتقدير الكبير لأولئك الجنود الأبطال الذين اجترحوا الصعاب وخاطروا بأنفسهم لإنقاذ حياة العالقين في السيول وساهموا بشكل كبير في الحد من مخاطر السيول التي تسببت في تدمير 91 منزلا كليا، وتضرر أكثر من 500 منزل.

وأضاف: حجم الخسائر المادية في الممتلكات كان كبيرا جدا، مقارنة بحجم الخسائر البشرية، وهذا بفضل الجهود الكبيرة الأمنية، وكذا التعاون المجتمعي الكبير، والذي أظهر مدى الترابط القوي بين رجل الأمن والمواطن الذي كان جنبا إلى جنب مع رجل الأمن".

وتابع في ختام حديثه الدعوة لكل المواطنين بالابتعاد عن ممرات السيول وعدم المجازفة بالبناء فيها، وعدم الانجرار وراء الحملات المغرضة التي تستهدف النيل من جهود إزالة البناء العشوائي تنفيذا لتوجهات المحافظة، من خلال القول: إنه استهداف للنازحين، فقد رأينا ماحصل ولانريده أن يتكرر.

وأعرب عن شكره لاهتمام موقع محافظة مأرب بجهود الأجهزة الأمنية في هذه الكارثة، والتي فرضت جهدا إضافيا على جهود الأجهزة الأمنية في تثبيت الأمن والاستقرار الذي تشهده عاصمة المحافظة ومديرياتها بفضل التضحيات والتفاني الكبير الذي يبذله رجال الأمن، وتعاون أبناء المحافظة معهم، والذي أسهم في هذه النهضة التي تشهدها المحافظة.

مأرب - خاص
الأحد 26 إبريل-نيسان 2020
أتى هذا الخبر من محافظة مأرب:
https://marib-gov.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marib-gov.com/news_details.php?sid=2353