بين لوحات إبداعية رسمتها ريشة فنان، وصور فوتوغرافية تظهر أبرز معالم البلاد ككل ، والإرث الشعبي، سجل الفن حضوره في معرض مأرب الأول للكتاب الذي شارك فيه التراث الشعبي- هو الآخر- بعديد من أهم ما تزخر به المحافظة من موروث يرتبط بها.
في أحد أركان المعرض الأول في المحافظة الغنية بتاريخها وحضاراتها، كان جناح المرسم الحر، يعرض أهم رسوماته ولوحاته الفنية للزائرين الذين تكتظ بهم أروقة المعرض لليوم الرابع تواليا.
يقول الفنان التشكيلي محمد صوفان، وهو مدير المرسم الحر الذي أنشأ في المحافظة في 2019 كأول مرسم فيها: إن المرسم شارك بعدد كبير من اللوحات التي تحوي رسومات لمثقفين وأدباء وكتاب يمنيين منهم أديب اليمن الكبير وشاعرها عبدالله البردوني، إضافة إلى بعض الرسومات التي تهدف إلى تعريف الزائرين بموروث اليمن الحضاري.
وبحسب صوفان فإن المعرض بشكل عام والمرسم بشكل خاص لاقى منذ اليوم الأول لافتتاح المعرض إقبالاً واسعًا ونجاحًا متميزا من قبل الزائرين.. مشيرًا إلى أن اللوحات الفنية التي تعرض في المرسم سيتم خلال آخر يوم من المعرض عرضها في مزاد لدعم مرضى السرطان.
وأشار إلى أن الهدف من المشاركة في المعرض هو إيصال رسالة إلى العالم أن مدينة مأرب، مدينة تاريخية وثقافية ومدينة نهضة واستثمار، وأن الفن والثقافة هي أهم عامل فيما تشهده من تقدم وازدهار.
الموروث الشعبي
وفي الجانب الآخر، كانت محافظة مأرب حاضرةً بتراثها وموروثها الشعبي في هذه التظاهرة الثقافية والتي تشهدها المحافظة للمرة الأولى في تاريخها، مبرزا قسم التراث الشعبي العديد من معالم التراث الذي تزخر به المحافظة من منتجات تنوعت بين الحرفية والخزفية وأدوات زينة، ومشغولات يدوية، وتحف فنية، والحلي والملابس الشعبية والبدوية، والعطور وصناعة البخور وغيرها.
عن ذلك تتحدث فندة العماري، وهي مدير عام تنمية المرأة بالمحافظة، وتشارك مع مكتب السياحة قسم التراث الشعبي بالقول: إن المشاركة تهدف إلى التعريف بين تداخل الموروث الشعبي القديم والجديد، ومدى الارتباط بينهما، علاوة على التعريف بثقافة الموروث الشعبي في المحافظة.
وفيما عبر العديد من زائري المعرض عن إعجابهم بقسم التراث الشعبي ضمن أجنحة المعرض، وأكدن القائمات على هذا القسم أن إقبالاً كبيراً من الزوار على معروضاتهن شهده القسم منذُ اليوم الأول لافتتاح المعرض.
معرض الصور
وعلى مقربة منه تزينت جدران في المعرض بعشرات من الصور الفوتوغرافية، أغلبها لمعالم أثرية وحضارية يزخر بها تاريخ المحافظة، وجميعها التقطت بعدسات عدد من المصورين الذين جاءوا إليها فأحبوها، وصارت محبوبتهم التي يتفننون في التقاط أجمل الصور لها.
وشارك في معرض الصور الفوتوغرافية 20 مصورًا فوتوغرافيًا بأربعين لوحة مصورة منها صور لعرش بلقيس، أحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية في المحافظة، والذي اتخذت منه فرع الهيئة العامة للكتاب بالمحافظة، شعارًا لمعرضها الأول للكتاب الذي تشارك فيه 20 دار نشر مختلفة، محلية وعربية، بأكثر من مليون كتاب تنضوي تحت 20 ألف عنوان في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والثقافية.
ويجمع الكثير من زائري المعرض الأول للكتاب أن وجود المرسم الحر، والتراث الشعبي، ومعرض الصور، ضمن أجنحة المعرض، جزء لا يتجزأ من عرض الكتاب .. مؤكدين أن هذه الأقسام هي ثقافات متنوعة زادت من جمالية المعرض وتنوع محتواه المعرفي والثقافي.