أشاد مدير عام شرطة محافظة مأرب العميد يحيى علي حُميد, عن مناقب الشهيد العميد عبدالغني شعلان في الذكرى الأولى لاستشهاده، وأدواره المتميزة في بناء المنظومة الأمنية القوية والصلبة بالمحافظة، وإسهامات وبطولات الشهيد في مقارعة المليشيات الحوثية الكهنوتية ومخططاتها الإرهابية والإجرامية في الجبهتين "الأمنية – العسكرية".
كما تحدث في حوار خاص مع موقع وزارة الداخلية ,عن الإنجازات والنجاحات التي حققها الشهيد شعلان في هزيمة مافيا التهريب الإيرانية وحماية الأمن القومي الوطني والعربي، وإفشال كافة أهداف إيران الرامية إلى إغراق اليمن والمنطقة العربية بالفوضى والخراب والدمار.
نصر البدايات
في البداية يؤكد مدير عام شرطة مأرب أنه عقب دحر مليشيات الحوثي من أطراف المدينة في 2015 حمل الشهيد عبدالغني شعلان المسؤولية الأكبر على عاتقه في تأمين المحافظة بعد تعيينه في قيادة قوات الأمن الخاصة إلى جانب بقية قيادات الوحدات الأمنية الأخرى، وكانت مسؤولية الشهيد مضاعفة، كونه مطلوب منه تنفيذ المهام الموكلة إليه في نطاق مجال واختصاص الأمن الخاصة، وهو في الوقت نفسه تسلم معسكرا خاويا على عروشه، كان قد تم نهبه وإفراغه من القوة البشرية والوسائل والأسلحة بعد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية، مما جعل الشهيد شعلان أمام تحديات أمنية مضاعفة وغاية في الصعوبة، والأصعب أن كل ذلك جاء والظروف لا تزال معقدة جدا؛ حيث أن المليشيات الانقلابية كانت مركزة كل قوتها وجهدها لاستهداف مأرب وأمنها واستقرارها، ومع ذلك كان الشهيد عبدالغني شعلان معني بتأمين المدينة وفي الوقت نفسه إعادة بناء قوة الفرع من الصفر، وتأسيس قوة أمنية قادرة على تنفيذ مهامها بكل نجاح واقتدار.
وقال العميد حُميد:" إن عظمة الإنجاز والنجاح الذي حققه الشهيد العميد شعلان هو في قدرته على تجاوز كل الصعوبات والمعوقات بالنظر إلى ظروف تلك المرحلة، وأنه بكفاءته وحنكته القيادية المشهودة تمكن من إعادة بناء قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، وجعلها نموذجا في الانضباط والتضحية والبسالة منذ تعيينه وحتى اليوم، بالإضافة إلى أنها أصبحت الصخرة الصلبة التي أحبطت وحطمت كل محاولات المليشيات الحوثية الإرهابية، وأسقطت خلاياها الإرهابية تباعاً، حتى صارت هذه القوة مصدر إلهام وأمان لكل اليمنيين، وتحول اسم الشهيد شعلان إلى أيقونة اعتزاز ومصدر أمان لملايين المدنيين والنازحين الذين يقطنون مدينة مأرب.
بناء مؤسسي
وفي سياق حديثه للموقع ,أوضح العميد يحيى حُميد, أن العميد شعلان بنى قوات الأمن الخاصة بشكل مؤسسي وعلى أسس علمية وعملية صحيحة، وكانت الكفاءة والتفوق لمنتسبي القوة هي المعيار الحقيقي للقبول والاستمرارية في الخدمة بالميدان، وهو الأمر الذي جعل من هذه الوحدة الأمنية ومعها بقية الوحدات الأخرى جداراً متيناً لحماية وتحصين المدينة والجبهة الداخلية والحفاظ على الأمن والأمان والسكينة العامة والاستقرار.
وأضاف حُميد: الشهيد شعلان كان جلّ همّه هو كيفية تسخير وتوظيف الإمكانيات المتاحة لتطوير مهارات وقدرات وإمكانيات منتسبي قوة الأمن الخاصة، وكان يستغل كل الفرص المتاحة لإقامة الدورات التدريبية في كافة المجالات" القانونية، العلمية، القتالية، الإدارية... الخ"، ونحن كقيادة في الإدارة العامة لشرطة مأرب لمسنا نتائج ثمرة تلك الجهود للقائد شعلان في الميدان أثناء تنفيذ المهام الأمنية الموكلة لقوات الأمن الخاصة في نقاط التفتيش على مداخل ومخارج المحافظة، أو اثناء عمليات ضبط الخلايا الإرهابية والتخريبية لمليشيات الحوثي، أو اثناء المهام القتالية وإسناد أبطال القوات المسلحة في المعركة الوطنية في جبهات القتال.
قائد استثنائي
وتابع مدير عام شرطة محافظة مأرب حديثه عن مسيرة العميد شعلان، قائلاً: "لن ينسى اليمنيون مسيرة قائد عظيم كالعميد عبدالغني شعلان، فقد كان نموذجاً للقائد الناجح في الانضباط والتضحية والبسالة والشجاعة والنزاهة والحنكة العسكرية والأمنية، وقدم سيرة ناصعة أثناء قيادته لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة قل أن توجد، وحقق كل ذلك وهو لا يزال في نهاية العقد الثالث من عمره".. مضيفاً:" أن هذا المجد والتاريخ الذي صنعه في وقت لا تزال حرب مليشيات ملالي طهران قائمة على اليمنيين بشكل عام ومأرب بشكل خاص، سيجعل سيرته تروى على كل لسان، ويمنحه مكانة عالية بين عظماء اليمن الأحرار.
وأكد العميد يحيى حُميد أن الشهيد شعلان كان مخلصاً في عمله، متفانياً في واجبه، وصاحب أخلاق عالية ومتواضع في تعامله مع زملائه والمواطنين والنازحين، وكان كل همه هو النضال والدفاع عن الثورة والجمهورية والثوابت والمكاسب الوطنية، ولم يكن همه المصالح الضيقة أو المكاسب الشخصية والظهور والبروز الإعلامي، مشيراً إلى انه منذ تعيينه مديراً عاما لشرطة مأرب كان دائماً يجد العميد عبدالغني شعلان في الميدان، يشرف ويتابع على المهام الأمنية وعلى تدريب وتأهيل منتسبي القوة بنفسه، ويحرص دائماً على إظهار الأداء الأمني بأفضل صورة، ولا يتسامح مع أي فرد أو ضابط من ضباط الأمن الخاصة يتصرف بشكل خاطئ مع المواطن أو يتجاوز عند تنفيذ المهام الموكلة له، وعندما كانت توصلنا شكاوي من المواطن ونتواصل به نجد أنه قد سبقنا بالمجازاة والمحاسبة، كما أنه لم يكن يترك المتميزين بدون مكافئة أو تشجيع، وكان حريصا على أن يعطي كل ذي حق حقه.
الزمالة والأخوة
وأكد مدير عام شرطة مأرب العميد حُميد ,أن شعلان كان يتمتع بهمة عالية ومعنويات عالية في كل الظروف والأحداث الطارئة والاستثنائية، وكان على يقين دائم بهزيمة المشروع الإمامي الكهنوتي وجحافله الجديدة مليشيات الحوثي الانقلابية، مشيراً إلى أنه لطالما كان يستشعر عظمة الجهد الذي تبذله الأجهزة الأمنية في حماية الشعب اليمني والحفاظ على كرامته وعزته، وكانت هذه المبادئ والقيم تمثل وقودا لتحفيز الشهيد شعلان في بذل جهود مضاعفة في تطوير وتحديث منظومة الأمن الخاصة على وجه التحديد والمنظومة الأمنية بشكل عام، حتى تحول اسم الرجل إلى أيقونة اعتزاز ومصدر أمان لملايين المدنيين والنازحين الذين يقطنون المحافظة.
وذكر العميد حُميد، أن العميد عبدالغني شعلان كان حريصا كل الحرص على تعزيز روح الزمالة بين كافة الوحدات الأمنية بالمحافظة، وتنفيذ المهام والعمل في الميدان بروح الفريق الواحد دون تفريق أو تمييز بين أي وحدة أو فرد، وكان يتعامل مع كل منتسبي تلك الوحدات بمستوى واحد، ويمتلك روح المبادرة لتقديم كل ما من شأنه الارتقاء بأداء المنظومة الأمنية.
رحيل خالد
ومستطردا حديثه العميد يحيى حُميد: "لطالما ملأ الشهيد العميد عبدالغني شعلان الأرجاء بحضوره الصاخب كباسل وشجاع قل نظراؤه، لينظم بتضحياته النادرة إلى أنصع صفحات التاريخ الخالدة، إذ أنه رحل وقد خلّف وراءه مجداً تفخر به الأجيال وصنع أبطالاً ليكملوا الطريق والمهمة التي رسمها ورفاقه، وكان رحيلاً مشرفاً واستثنائياً يليق بمسيرة قائد عظيم كالشهيد شعلان، إذ غير بتضحيته وإقدامه وبطلقات بنقديته التي أسكنها في جمجمة المليشيات الحوثية مسار المعركة مع أذناب إيران بشكل كامل لصالح أحرار الجمهورية".
وتابع: "بقدر ما مثل رحيل بطل الجمهورية وحارس الاستقرار بمأرب العميد شعلان خسارة فادحة للوطن، إلا أنه رحيلٌ لا يليق إلا بالأبطال أمثاله، وعزاؤنا بما خلفه من مجد وعزيمة لدى الزملاء من رجال الأمن، الذين حملوا على عاتقهم المضي على طريق شعلان، وأثبتوا للجميع أن العرق والدم للشهيد شعلان لم يذهب هدراً، وأنه أثمر في الميدان وأصبح ملهما لكل منتسبي الوحدات الأمنية في مواصلة حماية الجبهة الداخلية، فرحمة الله على الشهيد العميد عبدالغني شعلان، ونسأل الله أن يوفقنا في السير على دربه ومواصلة المشوار حتى استعادة دولة المواطنة المتساوية ودحر أذناب الكهنوت العنصري".