آخر تحديث:- منذ 07دقيقة
الثلاثاء 03 ديسمبر-كانون الأول 2024

الأندبندنت تكتب: "مأرب" مدينة تزدهر على نحو لم يسبق له مثيل

الأربعاء 14 فبراير-شباط 2018 الساعة 01 صباحاً / مأرب - ترجمة خاصة

 

بيثان مكرنان -مأرب

الأندبندنت-بريطانيا

14/11/2017م

مأرب المدينة الصحراوية تزدهر حاليا بفضل الحرب. يقول بشير البالغ من العمر 33 عاما "الجميع يعرف اننا سائقي قات لذلك لا احد يطلق النار علينا " 

في الحرب الوحشية باليمن، العديد من جبهات القتال بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في حالة جمود في الوقت الحالي .اذ لا يكاد يوجد أي تحرك بين الجانبين ماعدا شجرة القات.

تتحرك الشاحنات المحملة بشجرة القات بصورة أسرع وأيسر من أي شيء آخر في البلد من المواطنين والطعام والسلاح والمساعدات.

 

حيث يعتبر القات، وهو عبارة عن أوراق يتم مضغها وتحتوي على نسبة عالية من الكافيين ، واحداً من اكثر المحاصيل المجدية اقتصاديا بالنسبة للمزارع اليمني مما جعلة سبباً رئيسياً لاستيراد ما يقارب من 90 % من احتياجات البلد من الغذاء، وجعل كذلك بشير وشريكه مهدي البالغ عمره 31 سنة أثرى تاجرين قات في محافظة مأرب .

فقد رأت مأرب بنفسها كيف يتغير حظها الى الأفضل منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات تقريبا.

 

يقول تاجر القات بشير "كنت أعمل في محل مكنيك للسيارة بالحديدة " ،مضيفا "بدأت في تجارة القات عند اندلاع الحرب ثم انتقلت إلى هنا ,لم أتلق التعليم او أحصل على أي فرصة لعمل آخر في حياتي ".

قبل ست سنوات كان المتطرفون والقبائل المتنافسة في صراع من أجل السيطرة على الصحراء وكانوا غالبا إما يدمرون البنية التحتية او يقطعون خطوط الطاقة وامدادات المياه على خصومهم.

إلا أن أسم مدينة مأرب بدء في الصعود خلال الحرب في الوقت الذي يتجه بقية البلد نحو الموت والدمار.

 

وبالرغم من دعوة عدد من الدول الغربية إنهاء الحرب، إلا أن إرادة القوى الدولية الرامية إلى الوصول إلى حل حقيقي في اليمن تبدو ضئيلة .

وبرغم ذلك تعتبر المدينة واحة من الهدوء والاستقرار .

وقد ارتفع عدد سكان المدينة من حوالي 40 ألف إلى ما يقدر بنحو مليوني نسمة؛ حيث طغت التوسعات الجديدة ,للمساكن المبنية من الطوب الخرساني لإيواء القادمين الجدد, على العمارة اليمنية التقليدية في مركز المدينة ,والمنازل المشيدة بالحجارة والطوب الطيني والتي تذكرنا بمنازل الزنجبيل المثلجة.

 

أحد الشوارع لم يسبق أن شهد التجارة النافعة و كان قبل الحرب مليء بمحلات بيع الأسلحة. 

ويتم حاليا انشاء ملعب كرة قدم مع عشب سيتم استيراده من ألمانيا ,ومطار يظهر أسمه على خرائط قوقل مما يدعو هذا الى شيء من التفاؤل. 

تقدم بعض المطاعم أطعمة مثل الهامبرغر ,حتى إن هناك محل لتقديم آيسكريم باسكن روبنز .

 

ومع التدفق الكبير للنازحين فقد ازدادت الفجوة بين طبقة الأغنياء والفقراء حيث وتجلس الشابات من الطبقة الوسطى في صنعاء وتعز وإب في فصول جامعية ، بينما على أطراف البلدة يخيم النازحون الفقراء في موقع قيد البناء والذي سيصبح في النهاية فرع ثان للجامعة.

 

وبالنسبة للسكان المحليين، فقد تسبب الحرب في حدوث تغيير سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً ,وبالنسبة لأغلب الأسر فقد تضاعف عليها سعر الإيجارات بنسبة ثلاث مرات ,لكن بناتهن الآن لديهن حافلات لمساعدتهن في الوصول إلى المدرسة والجامعة بأمان.

 

وقال سامح عبدان (20) وهو طالب في السنة الأولى "لقد تعرفت على الكثير من الأصدقاء من جميع أنحاء اليمن" وأضاف "يوجد عدد كبير من النساء هنا ونريد جميعاً إن نتعاون في بناء مستقبل اليمن"

 

وبالإضافة إلى احتياطاتها من النفط والغاز، فإنه يمكن لمدينة مأرب أن تشكر رجلاً كان سببا في ازدهارها :يقول المحافظ سلطان العرادة لمجموعة من الصحفيين الأجانب أن »الحاجة أم الاختراع«.

 

ومنذ أن أصبح محافظا في عام 2012، تمكن الزعيم القبلي صاحب النفوذ الواسع والسياسي الماهر في التصدي للحوثيين والقاعدة معاً وطردهم عن مدينته بعيدا بمساعدة طيران السعودية وبقية دول التحالف العربي.

وقال العرادة "إن الناس يريدون فقط العيش بسلام." مضيفا " لسوء الحظ وصلنا في المفاوضات السياسية الى طريق مسدود ".

 

يبدو أن مأرب اليوم قد أرست الهياكل المدنية والرؤية المستقبلية الذي قد تحتاجه لتجاوز العنف في المستقبل, ولكن من الصعب قياس مستوى الأمان للمنطقة بشكل دقيق في زيارة قصيرة – أو التنبؤ بالتطورات المستقبلية في الحرب الوحشية باليمن .

 

وفي لقاء ضم أكثر من 40 شيخا وشخصية سياسية، يبتسم أحمد الشليف، وهو رئيس المقاومة ضد الحوثيين في مديرية صرواح بمحافظة مأرب ، عندما سئل عما إذا كان قد حققت الحرب أي مكسب لقبيلته او لمأرب . ينظر الى الأسفل لتسوية حزامة ،الذي يحمل مسدس وخنجر تقليدي-الجنبية- قبل ان يرد على السؤال "انتم تعرفون إجابة هذا السؤال".

*بتصرف عن الأندبندنت البريطانية

نشر بتاريخ 14/11/2017م

 

كلمات دالّة

#مأرب