آخر تحديث:- منذ 11دقيقة
الثلاثاء 16 إبريل-نيسان 2024

الشيخ مــبـارك بـــن غريب لــ«26 سبتمبر»: مارب سباقة في تفجير ثورة 26 سبتمبر.. والقردعي فخر لكل مواطن حر
الشيخ مــبـارك بـــن غريب لــ«26 سبتمبر»: مارب سباقة في تفجير ثورة 26 سبتمبر.. والقردعي فخر لكل مواطن حر

الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 12 صباحاً / سبأنت
 

لم تكن مارب القلعة الحصينة المعول عليها حماية أحلام اليمنيين ومكاسبهم الوطنية ضد المشاريع الصغيرة فحسب. بل كانت راس حربة في مواجهة النظام الإمامي الكهنوتي ومطلقة الشرارة الأولى لثورة 1948م وشوكة في حلقه عصية عن البلع وصخرة تحطمت عليها كل مؤامرات القوى الرجعية المتعطشة للتسلط.

ولم تنتصر مارب في معركتها العسكرية فحسب بل مثلت هرماً أخلاقياً، ضمن لها التربع على عرش تلك الفضيلة بعد انتصار رجالها على أنفسهم ورغباتهم الخاصة وانحيازهم الى القضايا العامة.

صحيفة «26 سبتمبر» أجرت حواراً مع الشيخ مبارك بن علي بن غريب وكيل محافظة مارب وأحد أبرز رجال المقاومة الوطنية كشف فيه عن دقة تشخيص الانسان الماربي لما يفتعل على الساحة الوطنية فإلى نص الحوار:

 

حاوره: عبده النويدي

 

 عمد المخلوع الى الإساءة الى مارب وتصويرها كوكر من أوكار التطرف وتصوير قبائلها كمتطرفين أو مجاميع من قطاع الطرق والمخربين.. هل يمكن ان تحدثونا عن البيئة القبلية التي عشتم فيها؟

يصعب على الانسان أيا كانت قدراته البلاغية الحديث عن مارب الحضارة والعراقة والقوة والنخوة في حديث صحفي فالحديث عن مارب حديث عن أقدم الحضارات الانسانية, لكننا إن تحدثنا عن طبيعتها الجغرافية الواسعة وعن تركيبتها السكانية القبلية والتي استهدفت بحملة تشويه قادها النظام السابق فإننا نتحدث عن القيم العربية الأصيلة التي سبقت الاسلام والتي جاءت رسالة النبي الخاتم متممة لتك القيم والمكارم.

وعرف عن مارب دائماً انها كانت تميل الى الدولة وهاهي قبائل مارب بكل أفخاذها ورموزها يقفون الى جانب الدولة وينتصرون لها ولعل الطبيعة الماربية ورغبتها الدائمة في الحياة في ظل دولة عادلة، قد جعل من مشائخ القبائل وأغلب أفرادها يغطون غياب الدولة خلال الثلاثين العام الماضية وقاموا بالكثير من مهام الدولة والتي يأتي في مقدمتها حل المشاكل والنزاعات كواجب وطني وديني.

 حدثونا عن التاريخ النضالي لقبائل مارب ضد الكهنوت الإمامي ومن هي الشخصيات التي برزت في القبيلة كرموز نضالية؟

قبائل مارب بمختلف أسمائها ورموزها لها دور نضالي بارز وتضحيات يشهدها العالم في مواجهة النظام الكهنوتي الإمامي البائد ومارب سباقة في كل المواقف البطولية اليمنية والشيخ الشهيد البطل علي ناصر القردعي فخر ليس لمارب وحدها بل لكل مواطن حر، كرجل وكثائر من أبرز ثوار عام 1948م وقبائل مارب كان رموزها قادة و مدد للثوار في كل المحطات التاريخية ففي عام 67م كان لهم دور بارز في فك حصار السبعين عن العاصمة صنعاء وحين حاول الإماميون الالتفاف على الجمهوريين بصنعاء من الجهة الشرقية تصدت لهم قبائل مارب وخاضت أشرس المعارك.. ولا أستطيع حصر رموز مارب النضالية وقادة الملاحم الوطنية لكثرتهم، لكنني فخور بمارب وكل قبائلها وافخاذها.

 قدمت محافظة مارب نموذجاً فريداً للتحضر والمدنية والتعايش مع الاخر بما في ذلك أحزابها التي ذابت لديها كل الحواجز والحسابات هل يعكس ذلك احساس الجميع بالخطر أم ان مارب حالة خاصة؟

يحسب لأبناء مارب أنهم يكبرون في الملمات ويتناسوا كل خلافاتهم القبلية والسياسية وأياً كانت تلك الخلافات، وفي الحقيقة فإن معظم خلافات القبائل غذاها نظام المخلوع خلال العقود التي حكم فيها.. فالقبائل والأحزاب وحدوا صفوفهم حين شعروا أن النظام الجمهوري في خطر وأن كارثة وطنية تلوح في الأفق بل واثبت الماربيون انهم حماة الدولة والقانون وتواقون للعدالة والحرية والمواطنة المتساوية وما مواقف قادة الأحزاب السياسية بمارب الذين وحدوا مواقفهم وحددوها مسبقاً سوى ترجمة للإرادة الجماهير الماربية، وتواصلت تحركات أبناء مارب بمختلف ألوان الطيف الحزبي والقبلي فاصدروا بيانهم المشهور الرافض للانقلاب وأعلنوا فك الارتباط مع صنعاء التي أصبحت تحت سيطرة المليشيا الانقلابية، وقبلهم كانت السلطة المحلية بمارب ممثلة بمحافظها اللواء سلطان بن على العرادة قد قطعت جميع التعاملات مع الانقلابيين وتمسكت بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

وستظل مواقف شيوخ وأفراد قبائل مارب ومطارحهم الشهيرة بنخلاء والسحيل بتاريخ 18/9/2014م وتمسكهم بشرعيتهم وجمهوريتهم نقطة مضيئة في حياة اليمنيين في هذه الحقبة الزمنية المعاشة، تلك الصورة توضح تكامل مواقف المكونات في مارب سلطة محلية وأحزاب سياسية وقبائل جميعها رفضاً للانقلاب وانتصاراً للشرعية والدولة، وتستطيعون تلمس أخلاق مارب وعظمة ورقي تفكير أبنائها في تعاملهم مع الوافدين من كل مناطق اليمن التي ذابت فيها كل الفوارق والعناوين التي قد تكون مدعاة للتخندق وستظل مارب لكل أبناء اليمن.

 في مقابلته الأخيرة بشر المخلوع بتحرير محافظة حضرموت و شبوة وعدن لكنه لم يتطرق لمأرب وتحدث المتحدث باسم المليشيا الانقلابية أمام من أسماهم حكماء اليمن أن ما يمنعهم من تسليم السلطة هو نموذج عدن السيء حد وصفه.. برأيكم لماذا يتحاشى طرفي الانقلاب ذكر مارب؟

لعل ما أجبرهم على تحاشي ذكر مارب معرفتهم بمارب وقوة رجالها، وثبات مواقفهم واستعدادهم لمواجهة التغطرس أياً كان مصدره، فمارب كما يعلم الجميع عصية ومقبرة لكل وافد يضمر الشر في نفسه، ولعل الدروس التي تلقوها على أطراف هذه المحافظة الصامدة والتي سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته والتي هُزموا على مشارفها شر هزيمة، وبالنسبة للمحافظات الشرقية فقد أوضح دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر أثناء زيارته لحضرموت بان مارب تدافع عن حضرموت والمهرة ونحن نقول بان هذا واجبنا وسندافع عن النظام الجمهوري وعن كيان الدولة والشرعية تحت أي ظرف وأياً كانت التضحيات والأثمان المطلوب سدادها.

برأيكم ما الفرق بين إماميو الأمس وانقلابيو اليوم؟

وجهان لعملة واحدة.. في السابق حكم امامي كهنوتي واليوم نفس الإمامية والسلالية لقحت وطورت بافكار ملالي فارس.

كان للمخلوع دور في الانقلاب على النظام الجمهوري وإعادة الإمامة بعد فشل مشروعه العائلي، وهو الذي عاش على الدوام يعاني من أحقاده على الوطن من عقدة الاحساس بالنقص.

< عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م فر الاماميون من صنعاء الى مارب التي استشهد فيها الثائر الشهيد علي عبدالمغني وهو يطارد فلولهم وفي انقلاب 2014م فر الاماميون من مارب الى صنعاء كيف يمكن حل هذه المعادلة؟

مارب بابطالها وثوارها لم تكن مجرد مشارك بفعالية أثناء ثورة سبتمبر1962م، بل سبقت ذلك ولم تكن مأوى للإماميين لكن حاولت فلولهم الالتفاف على صنعاء من جهة بني حشيش واطراف خولان وهناك تم سحقهم بتعاون الثوار حتى اغتيل الشهيد علي عبدالمغني على أطراف مارب وهو يحشد أبطالها لسحق من تبقى من الإمامية في صرواح والجبال الممتدة الى بني حشيش..

أما هذه المعارك فقد بدأت مع الانقلابيين وتم القضاء عليهم بين صرواح وتخوم مارب وبجوار ضريح الشهيد عبدالمغني، واليوم القوات الحكومية الشرعية في نهم وصرواح ومشارف خولان.

عقب انقلاب المليشيا الحوثية 2014م توجه اليمنيون مدنيين وعسكريين أفواجاً للدفاع عن مأرب كمعقل أخير للمقاومة فيما استقبلتهم قبائل مأرب كما استقبل الأنصار المهاجرين، ماذا يمثل هذا؟

مارب قامت بواجبها الديني والوطني والاخلاقي يشهد العالم بأجمعه فضلا عن اليمنيين بانها صمدت ووقفت حصن منيع امام المشاريع الوافدة أو العائلية ورفضت الخضوع وكان لمطارح قبائلها موقف موحد سيدونه التاريخ كما سبقه من مواقف وتضحيات عظيمة، وذات الحال ينطبق على أحرار اليمن من كل المناطق اليمنية بمختلف الاتجاهات الأربعة الذين أرووا بدمائهم هذه الأرض الطاهرة لهم دور مشهود لن يجهله أحد أو يتجاهله، فمارب بأهلها وكل من وفد إليها لحمة واحدة وتحقق على أيديهم المعجزات والمنجزات في اعادة النظام الجمهوري والانتصار للشرعية وارادة الأمة اليمنية العظيمة.

كيف بدأ التحرك القبلي لمواجهة الانقلاب المؤازر لقوات الجيش الوطني ومن اين بدأ التحرك؟

يعلم الجميع بان قبائل مارب كانت في مواجهة مع المليشيا في مشارف مديرية مجزر بالجدعان عام 2014م وتدخلت وساطات قبلية تفضي بان تنسحب القبائل شرقا الى مارب وتعود المليشيا، ولكن الذي حدث بان الانقلابيين توجهوا لحصار صنعاء بسبتمبر عام2014م وهنا استشعر الناس الخطر، أضف الى ذلك نقض الانقلابيون الاتفاق باعتداءاتهم على بلاد الجدعان وتوغلهم بمفرق الجوف ومديرية مجزر.. وهنا هبت القبائل الى الاستعداد العسكري والبدء باقامة المطارح «مطارح نخلا والسحيل» وهناك رابط مشائخ مارب كل مارب بمختلف قبائلها ورموزها وأفرادهها لأكثر من خمسة أشهر، ولعل تصدر الشيخ المرحوم عبدالله بن حمد بن غريب العبيدي للمشهد رغم كبر سنه والى جواره أغلب مشايخ عبيده ومراد والجدعان وجهم وآل عقيل والحدد وكل قبائل مارب وبعد مطارح نخلا توسعت قاعدة الرفض الشعبي لنبدأ في تأسيس مطارح الوشحاء وكان لها دور مفصلي في صد الحوثيين من الجهة الجنوبية بجبهة قانية.

 الدعم الذي وفرته الحاضنة الشعبية أكان لوجستياً أو مادياً؟

حين استشعر رجال مارب الخطر لم يفكروا في تفاصيل المواجهة أو في الأمور المتعلقة بالماديات خرج الجميع الى المطارح كلاً بامكانياته وقدراته الذاتية دون معرفة حتى مفردات المصطلحين (لوجستي مادي) وتسابق الجميع في كل مواقع الجبهات مصطحبين أولادهم وأقاربهم، فضلاً عن أموالهم، فمن أجل الدين والوطن ترخص الأنفس والأموال ولن ننسى دور الأشقاء في التحالف العربي فموقفهم الأخوي المشرف الذي سيدونه التاريخ بأحرف من نور.

< ما هو الدافع الذي حرك المقاومة لمواجهة المد الشيعي في اليمن؟

المجتمع اليمني مجتمع مسالم متعايش منذ مئات السنين ولا يقبل الأفكار المنحرفة أو الدخيلة أو المذاهب السياسية أو الدينية المنتصرة للمشاريع الصغيرة عائلية كانت أو سلالية أو فئوية تحت أي عباءة كانت.. ولذلك رفض المجتمع كله هذه الأفكار الدخيلة وتمسك وانتصر للشرعية التي تمثل إرادة الشعب وحقه في الاختيار وسنظل متمسكين بقيمنا وديننا الوسطي بعيداً عن الغلو والتشدد سنياً كان أو شيعياً أو غيرهما.

 حدثونا عن رؤيتكم لمستقبل اليمن ومدى ايمانكم بتحقيق النصر؟

اليمن يتجه نحو تسييد الدولة والنظام الجمهوري ذي الأقاليم الستة وجميعنا تحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي متمسكين بمخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية وانا على ثقة تامه بأننا سنرى اليمن الاتحادي المزدهر قريباً وستختفي كل العاهات والنتؤات والمستثمرين بالقضايا الوطنية.

 كيف تنظرون الى الصراع الدائر بين حلفاء الانقلاب وكيف يتم استغلاله لصالح عملية تحرير ما تبقى من محافظات مازالت تحت سيطرة الانقلابيين؟

طرفي الانقلاب اليوم يشربون من الكأس الذي حاولوا تقديمه للقوى الوطنية التي وقفت حائلاً أمام مشاريعهم القذرة ومن رقص على رؤس الثعابين عقود من الزمن باتت الثعابين اليوم ترقص على جثته ومن اعتاد على الغدر بات اليوم ضحية غدره، وكما يقال «آخرة المحنش للحنش»، وأياً كانت علاقات الانقلابيين فيما بينهما فإن الشرعية عازمة على تحرير كل شبر من الأرض اليمنية واستعادة كل مؤسسات الدولة مدنية كانت أو عسكرية وسنقضي على الثعابين اجتمعت أو اختلفت.

 كيف تقرأون خطاب السيئ عبده الحوثي وماهي استنتاجاتكم من هذا الخطاب؟

لست معنياً بخطابه ولا أعيره أي اهتمام وأعتقد انه كالعادة يواصل دجله وخداعه لعبيده ومثله لا يكون جدير ان يتحدث أو يخاطب شعب كالشعب اليمني الحر الأبي.

 هناك انتهازيون يسيؤن الى موقف مارب وبطولاتها وقيمهم التي عرفوا بها.. عن أصحاب العقارات أتحدث، المغالون في ايجار منازلهم بشكل جنوني اليس هناك حل لمثل هذه المشكلة؟

بالنسبة لارتفاع الايجارات نحن نعيش وضعاً خاصاً وظرفاً استثنائياً، خصوصا بعد توافد اضعاف سكان مارب من اخواننا ابناء المناطق التي مازالت خاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية ومن الطبيعي ان يزداد الطلب وبالتالي انعكس ذلك سلبياً وحصلت الارتفاعات الجنونية في ايجارات العقارات وأسعارها حتى ان المستأجر هو من يغري صاحب المنزل برفع الايجار لكي ينجز البيت أو الشقة له وهنا تصبح السيطرة عليهم صعبة ومع ذلك ندعو الى الالتزام بالأسعار المعقولة والمحددة ونتعاون بهذه المرحلة واكرام وفادة اخواننا النازحين.

 هل لديكم كلمة أخيرة؟

بالختام أوجه أحر التهاني والتبريكات للقيادة السياسية وللشعب اليمني بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وكذلك كل التحية للأبطال في ميادين الشرف والدفاع عن الجمهورية وأخص بالشكر صحيفتكم الموقرة وجميع طاقمها.

كلمات دالّة

حوار