الأجهزة الأمنية بمأرب تضبط 156 جريمة خلال الربع الثالث من العام الجاري مناقشة مشاريع وتدخلات منظمة DKH الألمانية في مأرب بدء تدريب فرق في مجال التخطيط والتنمية الحضرية بمأرب تنفيذي مأرب يناقش نتائج زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى المحافظة جامعة إقليم سبأ تحتفل بتخريج 65 طالباً وطالبة من كلية العلوم الإدارية توزيع حقائب وزي مدرسي لـ1500 طالب وطالبة بمأرب بتمويل تركي رئيس الوزراء: مأرب هي العمود الصلب الذي ترتكز عليه دعائم الجمهورية
قال العقيد/ عبدالسلام أحمد البشير مدير عام جوازات محافظة مأرب إن فرع مأرب، رغم حداثة انشائه، إلا انه حقق الكثير من الانجازات، واستطاع التغلب على كل المؤامرات التي حيكت ضده من قبل المليشيا الانقلابية.
وأضاف: الجواز الصادر من مأرب أصبح يتمتع بالثقة لدى جميع مطارات العالم، نتيجة الاجراءات الدقيقة التي يتخذها الفرع، ونظام الحماية العالي للمعلومات من الاختراق والقرصنة الالكترونية.
جاء ذلك في حوار أجرته معه «26 سبتمبر»، متطرقاً للعديد من القضايا والمواضيع ذات الصلة..
نص الحوار
مر عامان منذ أن تم افتتاح الفرع، ما الذي حققتموه خلال هذه الفترة؟
حققنا الكثير من الانجازات منذ أنشئ فرع مصلحة الهجرة والجوازات في مأرب أواخر العام 2016م والذي جاء في ظل ظروف استثنائية تمر بها اليمن وبجهود حثيثة ومضنية من قبل محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة الذي كان له الفضل بعد الله في انشائه، حيث وصلت عدد الوثائق الصادرة حسب نوع الطلب من تاريخ 6/12/2016 وحتى 13/1/2019م، 106.242 وثيقة منها 63539 وثيقة خلال العام 2018م وبلغت ايرادات الفرع للعام نفسه 348.209.720 ريال. وخلال الستة الاشهر الأخيرة وصل إنجازنا اليومي إلى 800 جواز يوميا حتى أننا لجأنا إلى فتح فترة مسائية لشدة الضغط وزيادة اقبال طالبي الجوازات.
ما الإضافة التي شكلها افتتاح فرع للجوازات في مأرب للشرعية والمحافظة؟
مثل افتتاح فرع الجوازات نقطة تحول مهمة في عمل حكومتنا الشرعية وخطوة كبيرة في طريق استعادة مؤسسات الدولة من يد المليشيا الانقلابية، التي حرصت على سحب قاعدة البيانات الخاصة بالجوازات من يد المليشيا، لما تمثله من رمزية مهمة لسيادة اليمن خارجياً، لذلك من الضروري أن تكون تحت اشراف الحكومة كونها الممثل الشرعي لليمن أمام العالم، كما انها اظهرت مدى سيطرتها على مقاليد الحكم في البلد، وقدرتها على تقديم خدماتها لأبناء اليمن وتحمل مسؤوليتها أمام الشعب وتواجدها في الميدان وقربها من المواطن عبر هذه المصلحة الخدمية الهامة، فكان لذلك الأثر الكبير في تسهيل الخدمات للأخوة المواطنين، من ابناء مأرب وغيرها من المحافظات، لان الفرع لا يقتصر عمله وتقديم خدماته على ابناء محافظة مأرب فحسب بل لجميع ابناء اليمن. كما شكل صفعة قوية للمليشيا الانقلابية افقدتهم اداة مهمة من ادوات تحركاتهم الخارجية والداخلية.
وكيف كانت بداية عملكم؟
تم ربط قاعدة البيانات مع شبكات الجوازات في جميع المحافظات المحررة وبدأنا العمل بإمكانيات بسيطة ومتواضعة وفي مبنى غير مخصص للجوازات، لأنه لم يكن يوجد فرع للجوازات في المحافظة من قبل، ودشنا العمل بأربع كبائن إدخال بيانات، وكل الاجراءات كانت تتم في صالة واحدة ويتم انجاز معاملات المواطنين في نفس اليوم، وبكادر عمل يتراوح بين العشرين والخمسة وعشرين موظفاً.
ورغم حداثة الفرع إلا أن الاقبال كان كبيراً جدا لم نتصوره بهذا الشكل، خصوصا ان هناك فروعاً للجوازات تعمل في معظم المحافظات المحررة وتمتلك امكانيات كبيرة.
كيف واجهتم هذا الإقبال في ظل الامكانيات المتواضعة؟
كثفنا من العمل وقمنا بعمليات توسعية مواكبة للأقبال المتزايد، وبالرغم من أنه مضى عامان على إنشاء وتأسيس الفرع إلا أننا وحتى اللحظة نقوم بالتوسع شيئاً فشيء وعدد الموظفين يتزايد اكثر فاكثر بما يتلاءم مع كثافة الاقبال وتراكم العمل حتى أصبح لدينا ما يزيد عن ثمانية موظفين.
وهل أصبح عدد الموظفين يكفي؟
بالطبع الـ80 موظفاً لا يكفي، بالنظر لحجم الاقبال الذي يزداد يوماً بعد يوم، ومازلنا بحاجة لموظفين مؤهلين ومدربين تدريباً عالياً، الى جانب كادر فني متخصص في هذا المجال، ونسعى الي توفير موظفين لتغطية العجز، حتى نتمكن من انجاز معاملات المواطنين بأسرع وقت.
من وجهة نظرك ما هي أسباب الاقبال الكبير من قبل المواطنين على جوازات مأرب دون غيرها من الفروع؟
توافد الناس إلى مأرب بهذا الشكل الملفت يعود لعدة أسباب، منها أولاً: الموقع المتوسط لمأرب من جميع المحافظات ذات الكثافة السكانية، والاهم من هذا كله، الاجراءات المضبوطة في اصدار الجواز وسهولة الحصول عليه وحماية المعلومات من الاختراق والقرصنة الالكترونية، الى جانب ما تتمتع به المحافظة من امن وامان، والتعامل الحسن من قبل أبنائها للقادمين اليها دون تميز وانتقائية، اضف الى ذلك تواجد الدولة وحضورها القوي ممثلة بالسلطة المحلية، وكذلك التعامل الراقي من قبل موظف الجوازات.
هل تعرضتم لقرصنة الكترونية؟
نعم تعرضنا لأكثر من محاوله اختراق وقرصنة الكترونية وبفضل الله وبجهود الشباب افشلناها كلها، والحمد لله حققنا نجاحاً ملموساً في هذا الجانب واصبح يشهد لجوازات مأرب في أي مطار من مطارات العالم، ففي الدول الأخرى لا يهمها ما يحصل في البلاد من حرب فقط يهمها ضمان اصدار الجواز من قبل الحكومة الشرعية، وخوفها من حصول أي جماعة ارهابية على جوازات سفر يمنية ويتمكن افرادها من الدخول الى أي بلد، فكل البلدان وبالذات الكبيرة يركزون على كل فرع من فروع اصدار الجوازات في اليمن.
ما هي الاجراءات التي اتخذتموها لمنع حصول أي مشتبه به على جواز السفر؟
سحب قاعدة البيانات من يد المليشيا الانقلابية أكبر اجراء وأهم خطوة اتخذتها الحكومة الشرعية لضمان سلامة اجراءات الحصول على وثيقة السفر. وبالنسبة لنا في فرع مأرب فقد قمنا بثلاث اجراءات هي:
اولاً: منحنا الاولوية المطلقة للموظف في الحفاظ على النظام العام وعلى سيادة البلد واحترام قوانينه وانظمته في اصدار الجواز وعدم تجاوز ذلك مهما كان الأمر.
ثانياً: تسهيل اجراءات الحصول على هذه الخدمة لأنها حق مكفول لكل مواطن يمني مستوفي جميع شروط الحصول عليها.
ثالثاً: الاهتمام بالموظفين وإعطائهم حقوقهم المادية بما يتناسب مع ما يقومون به من عمل حتى لا يقع فريسة للمغريات المالية. إذ لا يتحقق الهدف الأول والثاني إلا اذا ركزنا الاهتمام على هذا الجانب، فراس مال أي مؤسسة هو والكادر البشري، وحتى نتمكن من تطبيق مبدا الثواب والعقاب، والحمد لله حققنا نجاحاً كبير في هذا الجانب رغم الصعوبات التي وجهنها في البداية.
لكن هناك بعض الشكاوى من وجود سمسرة ورشاوى؟
حصلت في البداية القليل من محاولة سمسرة أو التغرير بالمواطن لابتزازهم بمبالغ مالية من قبل موظفين ومواطنين من خارج المؤسسة، وقد تم القاء القبض عليهم، وتمت إحالتهم للجهات المختصة دون مراعاه لأي اعتبارات أخرى، وجعلنا منه عبرة لكل مخالف.
كما قمنا بتسريح بعض الموظفين ممن لهم ارتباطات او صلة قرابات بجهات نفوذ معينة، فشكل ذلك رادعاً كبيراً لمن تسول نفسه تجاوز النظام والقانون، واثبتنا للناس انه ماتزال هناك مؤسسات دولة وجيل من الشباب الشرفاء والمخلصين للوطن، والحمد لله رغم الافتراءات والاعتداءات والاستفزازات لإرباكنا وجرنا الى مستنقع الخطأ إلا اننا حققنا نتائج طيبة، ومازلنا في المسار الذي يرضي ضميرنا ويضمن للمواطن دولة المؤسسات العادلة التي يناضل من أجل استعادتها ويسكب دمه في سبيل تأسيس مداميكها.
هل لديكم خطة عمل لمواجهة الضغط والازدحام من قبل المواطنين؟
بالتأكيد لدينا خطة تنظيمية وتوسيعية لتخفيف الازدحام وانجاز معاملات المواطنين بكل سهولة ويسر وبأسرع وقت، تتمثل في خطتين:
الأولى: آنية وتشمل ترتيب وتوسيع المبنى الحالي من خلال انشاء صالة اصدار مثل صالات الاصدار الخاصة بالجوازات ويجري العمل فيها، الى جانب تنفيذ الية مرور دقيقة للمتقدمين بطلب الحصول على الجواز، حسب نوع الطلب، بحيث تجري المعاملة بكل يسر وسهولة ومن غير أي ازدحام وجاري تنفيذ هذه الالية، بالإضافة الى تزويد الفرع بكادر متخصص ومؤهل.
ثانياً: خطة متوسطة المدى وتتمثل في بناء مبنى متكامل وفق احدث المعايير والمواصفات الخاصة بمراكز وفروع الجوازات ومجهز بأحدث التقنيات الفنية، وقد تم تخصيص الأرضية له وان شاء الله سيتم بدء العمل فيه هذا العام.
ما هي الصعوبات والمعوقات التي تواجهكم؟
هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي نواجها ومن أبرز تلك الصعوبات عدم وجود مبنى مخصص للجوازات، ونقص الكادر المؤهل والمتخصص في اصدار الجوازات، بالإضافة الى شحة الامكانيات، وتدني الوعي لدى المواطنين بأهمية استخراج الوثائق الخاصة به من وقت مبكر، انخفاض وعدم الاكتراث بأهمية الوثائق الرسمية، فمعظم المواطنين لا يستخرجونها إلا حين يحتاجون الى جواز سفر، عندما تستدعي الحاجة الى سفرهم لأي سبب طارئ، وفوق ذلك يكون في غاية التعجل فيسلك كل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ويبذل الكثير من المال للحصول على الجواز وقد يلجأ تحت ضغط الحاجة الى التزوير.
ما المواصفات التي يتمتع بها الجواز اليمني بحيث لا يتم تزويره وخصوصاً من قبل المليشيا الحوثية؟
يتمتع الجواز اليمني بمواصفات عالمية وعالية الدقة ومن المستحيل تزويره، فنحن في مصلحة الجوازات وقبل انقلاب المليشيا الحوثية كنا نتعامل مع شركة المانية تقوم بطباعة الجواز بمواصفات دولية، ويكون في الجواز علامات أمنية عالية الدقة تعطى لأي جواز عالمي كبقية دول العالم ولا تمتلك حق إصدار مثل هذه الجوازات إلا بعض الشركات المرخصة دولياً.
وقد قامت الشرعية اليمنية بمنع الشركة الالمانية المتعاقدين معها من التعامل مع سلطات الانقلاب الحوثية، وبعد سحب قاعدة البيانات كان هناك حوالي مليون جواز مازال في الشركة تم استلامها وفتحت الفروع التابعة للشرعية في المناطق المحررة وهي التي نستخدمها إلى الآن وهي على وشك النفاذ.
ألم تحاول المليشيا الحوثية تزويره؟
فعلاً حاولت المليشيا تزويره حيث لجأت إلى السوق السوداء وقامت بطباعة جوازات لا تحمل العلامات الامنية والدقة العالية والمواصفات العالمية في شركات شرق اسيوية غير مرخص لها دولياً، فاصبح الجواز الذي تصدره المليشيا يشبه الدفتر العادي بمواصفات بسيطة، لكن الحكومة الشرعية اصدرت تعميماً بمنع تعامل أي دولة مع هذه الجوازات.
وهل تم الاستجابة من قبل الدول لتحذير الشرعية من التعامل مع الجوازات الصادرة من قبل المليشيا الانقلابية؟
تم التجاوب من كل دول العالم، وتم اصدار توجيهات صارمة ومذكرة ايقاف عبر الخطوط اليمنية بعدم السماح بالسفر لأي مواطن يمني لا يحمل جواز سفر صادر من الحكومة الشرعية، وهذا احد اهم اسباب الازدحام حاليا في فروع الجوازات التابعة لسلطات الشرعية بما فيها فرع مأرب.
كيف تتعاملون مع الحالات الاستثنائية والحالات الانسانية العاجلة؟
اجتهدنا كثيرا في مساعدة الحالات المرضية والطارئة وكبار السن، ولكن بحذر شديد وتركيز قوي تسبب لنا بإرهاق كبير خوفاً من ان تكون هذه ثغرة أمنية قد تخترق، ولكننا أتخذنا إجراءات تلبي احتياجات المواطنين وتضمن عدم الاختراق مع الاحتراس الشديد، والحمد لله حققنا إنجازاً عظيماً وتقدماً كبيراً.
بتصرف عن صحيفة 26 سبتمبر