آخر تحديث:- منذ 20دقيقة
الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2024

وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري لـ"26 سبتمبر": الأحلام الحوثية تحطَّمت على أسـوار مأرب

الأحد 16 فبراير-شباط 2020 الساعة 08 مساءً / سبتمبر نت/ حوار – قاسم الجبري

 

يؤكد الشيخ/ عبدالله الباكري وكيل محافظة مارب للشؤون الإدارية في هذا الحوار الذي اجرته معه «26سبتمبر» أن الوقوف خلف القيادة السياسية الشرعية للوطن، وتوحيد الصف يعد من أبرز عوامل النصر في المعركة الوطنية ضد الحوثيين.. ومتوقعا ان يشهد العام 2020 نهاية وشيكة للمليشيا الحوثية خصوصا في ظل المتغيرات على مسرح السياسة الدولية، والثورات على أذرع إيران في المنطقة.

كما تحدث حول عدد من المواضيع المتعلقة بالجانب الخدمي في قطاع الغاز والكهرباء وتشجيع قطاع الاستثمار في المحافظة الى جانب تنفيذ مشاريع البنية التحتية في قطاعات التعليم والمياه وشبكة الصرف الصحي والطرقات، فضلاً عن توجه أبناء إقليم سبأ نحو تطبيق نظام الأقاليم في إطار الدولة اليمنية الاتحادية وتجربة أبناء مأرب في صهر المكونات الحزبية في وعاء المشروع الوطني الجامع، فإلى نص الحوار:

 

*حين قرر الأحرار مواجهة المد الحوثي جعلوا من محافظة مأرب بداية الانطلاقة.. الآن وقد تحقق الكثير ولم يتبق إلا القليل برأيك هل سيكون 2020 عام الانتصار على الحوثيين؟

ليس هناك من شك أن العصابة الحوثية العميلة لإيران ما برحت تقصف مأرب بالصواريخ الباليستية تارة وبالطيران المسير حينا وتارة بالكاتيوشا وبطبيعة الحال تستهدف المدنيين، والأماكن الآهلة بالسكان، والمساجد!!.

الحوثي يحمل حقدا كبيرا على مأرب لأنها المحافظة التي تحطمت على أسوارها آماله، فالجميع يعلم أن الحوثي في 2015 كان على أسوار المدينة واندحر منها ومن معظم المحافظات التي كان قد توسع فيها .

وبلا شك سيكون2020م عام الانتصارات وسيتحقق ذلك بتلاحم الصف الجمهوري خلف القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

* قدمت مأرب تضحيات كبيرة في سبيل استعادة الدولة ولاتزال- ما الرسالة التي يقدمها المأربيون للشعب وللقيادة السياسية من خلال تلك التضحيات؟

قوافل الشهداء والجرحى وهذه الدماء بذلت لأجل إنهاء الانقلاب قدمت مأرب تلك الدماء الطاهرة لأجل الدولة المدنية المنشودة التي تكفل للجميع حياة كريمة وتوزيعا عادلا للثروة والسلطة نناضل وجميع الأحرار والأبطال من أجل انهاء الانقلاب وتنفيذ مشروع الدولة المتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.

 

* مأرب تصدرت المحافظات في استتباب الأمن وأصبحت مضرب مثل.. ما الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية في هذا الجانب؟

الأمن مسؤولية مجتمعية وهنا نشكر جهود قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ اللواء سلطان بن علي العرادة الذي سعى بجد إلى توفير بعض الامكانيات من أطقم وأجهزة اتصالات والتنظيم لإقامة دورات تدريبية تأهيلية لمنتسبي أجهزة الأمن وهذه الدورات متواصلة ومستمرة ما انعكس ايجابا على الانجازات الأمنية.

بدأنا بإمكانيات بسيطة ولا ننسى أن هناك يقظة أمنية مجتمعية في مأرب فالمشائخ والوجهاء والمواطن والأحزاب كلهم متعاونون مع الأمن، فالأمن كما ذكرت سابقا مسؤولية الجميع ونجاح الأمن هو نجاح الجميع.

 

* بُعيد دحر الحوثيين من مأرب شهدت المحافظة تطورا ملموسا في الجانب الخدمي حدثنا عن خدمتي الكهرباء والصحة كيف كانتا وكيف أصبحتا؟

بالنسبة للكهرباء نحن نعاني من مشكلة الطاقة المشتراة 70% من المحافظة كانت بدون كهرباء ومعظم مديريات مأرب عاشت بدون كهرباء الآن 95% من مديريات المحافظة وصلتها الكهرباء وفي القريب العاجل سيتم تغذية منظومة الكهرباء بالطاقة الغازية خطوط النقل جاهزة والمحطات يتم التشييك عليها.

سيكون هناك قفزة نوعية في مجال الكهرباء بدخول الغازية في الخدمة وسنوفر المال والديزل بدخول الغازية في الخدمة.

السعة الأولية للمحطة الغازية ستكون 40 ميجاوات وستتضاعف على مراحل حتى تصل إلى 120 ميجاوات والمحطة قابلة للتوسعة وستدخل في الخدمة قبل نهاية النصف الاول من العام 2020م.

في مجال خدمة الكهرباء تحقق الكثير.. وهناك حزمة مشاريع ستنفذ منها في جانب الطرق والجانب الخدمي بشتى مجالاته.

على مستوى الجانب الصحي كان في مأرب مستشفى الهيئة والعسكري فقط قبل الانقلاب الآن لدينا مستشفيات مستشفى الهيئة يعمل بكل طاقته ويشمل جميع التخصصات والمستشفى العسكري يعمل على قدم وساق ويحوي معظم التخصصات ومستشفى الشهيد محمد هائل ومستشفى الحصون ومستشفى كرى الذي كان مركزا صحيا والآن أصبح مشفى نموذجيا ومستشفى الجفرة يخدم ساكني مديريات الجدعان الثلاث بالإضافة إلى جرحى الحرب ومستشفى حريب والجوبة.

هناك نقلة نوعية في الخدمات الصحية، وهناك نجاح ملموس ما كان يوجد جهاز أشعة مغناطيسي والآن أصبحت معظم الأجهزة متوفرة.

 

* على ذكر المشاريع الخدمية وهي كثيرة.. بدأتم تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي إلى أين وصلتم في تنفيذا هذا المشروع المهم جدا؟

نحن بدأنا في تنفيذ المشروع وفي البداية نشكر المملكة العربية السعودية على دعمها لمشروع شبكة الصرف الصحي وكنا نعاني في المدينة من عدم توفره حيث، كان هناك مخطط على مستوى المدينة وهذا طبعا قبل النزوح وبعد النزوح الهائل تحتم علينا إعادة التصاميم من جديد والمخطط والدراسة اكتملت والمشروع شبه جاهز للتنفيذ.

 

* التعليم حجر الزاوية وهو الهدف المنشود للجميع لأن بناء الأوطان يأتي من العلم والمتعلمين، ما الجديد في ذلك؟

على مستوى التربية والتعليم استطعنا أولا إعادة تأهيل المدارس وتغلبنا على الازدياد المطرد في أعداد الطلاب النازحين وكان الفصل الذي فيه ثلاثون طالبا أصبح يحوي مائة طالب، اضطرينا وبدعم من قيادة السلطة المحلية أن نضيف فصولا جديدة للتخفيف من ازدحام الطلاب في الفصل والصف الدراسي الواحد وعملنا فصولا مؤقتة وخيام إلى جانب ذلك استطعنا توفير الكتاب المدرسي وتوفير كادر التدريس ومدارس الثانوية أصبحت 20 مدرسة بعد أن كانت ثلاث أو أربع مدارس ناهيك عن مدارس المديريات.

أما على مستوى التعليم العالي كنا نعاني وكان لدينا كلية التربية فقط وكان لا يتجاوز عدد الطلاب مائتي طالب وبعد صدور القرار الجمهوري القاضي بإنشاء جامعة إقليم سبأ صار لدينا خمس كليات وتجاوز عدد المنتسبين لكليات الجامعة اثنى عشر ألف طالبا وطالبة، وهو بطبيعة الحال رقم قابل للزيادة.

 

* تجربة الأحزاب السياسية في مأرب تبدو فريدة الجميع انصهر في وعاء المشروع الوطني الجامع ماتفسيركم لذلك؟

نتيجة للهجمة الشرسة من قبل العصابة الحوثية حصل هناك تلاحم وترفع المجتمع المأربي وقيادة المحافظة عن الأطر الحزبية كان أمامنا هدف هو انهاء الانقلاب وحماية مارب من الحوثي وتكاتف الجميع وتوحد الصف وكان هدف الجميع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتصدي للزحف الحوثي وتنمية المحافظة واستقرارها.

 

* تقاطرت رؤوس الأموال على مأرب برأيك ما الأسباب التي دفعتهم للاستثمار؟

الأمن والاستقرار هو من جذب المستثمرين لأن رأس المال جبان إلى ذلك هناك تسهيلات قدمتها السلطة المحلية للمستثمرين ولم يجد المستثمرون تسهيلات مثل الذي قدمتها مأرب.

وحرصا على ذلك وجه الأخ المحافظ بتقديم التسهيلات للمستثمرين، لذا تجد أن التسهيلات في مأرب أكثر من أي محافظة محررة ونتعاون معهم ونأمن لهم استثماراتهم.

  

*آوت مأرب ملايين النازحين وكانت لهم ملجئاً آمنا ما الخدمات والتسهيلات التي قدمت لهم؟

لدينا أكثر من ثلاثة ملايين نازح آوتهم مأرب والعدد في ازدياد وهناك مخيمات إيواء ومباني مؤقتة بالإضافة إلى توفير ما يحتاجون من خدمات كهرباء ووالخ.

 

* توافد النازحين شكل ضغطا على السلطة المحلية في الجانب الخدمي حدثنا عن الدعم الحكومي والمنظمات الدولية في هذا؟

نشكر مركز الملك سلمان لأنه الداعم الرئيسي وله اليد الطولى والبصمة الواسعة في دعم النازحين ثم لمنظمة اليونيسيف التي كان لها باع في التربية والتعليم والصحة.

المنظمات الدولية المعنية بدأت في العمل وإن كانت متأخرة، مثل منظمة الهجرة التي بدأت في تنفيذ مشاريعها منذ أسابيع وقد طلبنا من المنظمات أن تكون لها برامج مثل برنامج الغذاء مقابل العمل لأننا نريد أسر منتجة من أجل الاعتماد على الذات وليس الإعالة لأنها تتنظر من يتصدق عليها بسلة غذائية أو ما شابه وقد طرحنا هذا على أكثر من منظمة وهناك برامج تأهيلية وتدريبية سترى النور خلال العام 2020.

 

* ماهي رؤيتكم للعمل بنظام الاقاليم، وتحديدا في إقليم سبأ.. وهل ذلك كفيل بحل المشكلات؟

نظام الأقاليم أو الفدرالية من أنجح انظمة الحكم عالميا لأنها تخلق وعيا تنافسيا بين الأقاليم وفي نفس الوقت تحمل السلطات المحلية المسؤولية وتتنافس في تقديم الخدمات الأفضل للسكان وهذه من أبرز إيجابيات الأقاليم لأنه توجد قيادات محلية منتجة ومسؤولة وليست عالة على المركز فهي تتحمل مسؤوليتها في الميدان الخدمي لأنها ممنوحة صلاحيات واسعة.

الفدرالية حل لجميع مشاكل اليمن ومن خلال تجربة إقليم سبأ نؤكد أن الادارات ستنجح نجاحا كبير في حال تم تطبيق نظام الفدرالية ” الأقاليم” ،لأنها ستمنح لها صلاحيات واسعة ولأنها تحكم في نطاق جغرافي محصور يساعدها في تشخيص المشاكل والبحث عن حلول لها في وقت قصير.

وبداية تجربة إقليم سبأ في هذا الجانب ناجحة وبدأت تؤتي ثمارها وهناك تنسيق بين محافظات الإقليم والجميع قد لمس الانجازات في الإقليم ولو كان النظام مركزيا لما تحقق حتى 10% مما أنجز.

تم تعبيد 10 كم في مدينة الحزم بمحافظة الجوف بدعم من عاصمة إقليم سبأ، فيما يخص نسبة الإيرادات المخصصة حسب مخرجات الحوار المقدرة ب20% من إيرادات النفط والغاز لم ينفذ ونحن موعودون باستلام الحصة مما تم تصديره نستلم حصة الإقليم من النفط المكرر والغاز المنزلي والضرائب ولكنها لا تمثل شيئاً أمام الانجازات الماثلة للعيان سواء في الطرق أو الكهرباء أو الصحة أو التربية أو مشاريع المياه وجميع مجالات التنمية.

 

* مأرب مثلت نموذجاً لمشروع الدولة المدنية، ما الخصائص التي ميزتها عن بقية المحافظات؟

كيف نوجد الدولة المدنية؟ لابد أن يكون هناك قضاء، لذا أول خطة اتخذها الأخ المحافظ هي تفعيل أجهزة القضاء النيابات والمحاكم موجودة ابتدائية واستئنافية وجزائية وامتد القضاء حتى المديريات مثل حريب والجوبة بالإضافة إلى الأمن هذه متلازمتان الأمن والقضاء وقد توفرت في مأرب وتعمل بكامل طاقتها.

 

* تزخر مأرب بمواقع أثرية تاريخية كثيرة ما هي جهود السلطة المحلية في الحفاظ على هذا الموروث التاريخي؟

مأرب متحف أثري مفتوح وتزخر بالآثار لأنها موئل الحضارة السبئية.

نتيجة الحرب المفتعلة من قبل العصابة الحوثية أثر ذلك على جانب السياحة الخارجية وبالتأكيد هناك سياحة داخلية والسلطة المحلية تعكف حاليا على إعداد خطة لانتشال المواقع الأثرية من الواقع التي هي فيه من خلال تسوير المواقع الأثرية للحفاظ عليها وعمل ما من شأنه تنشيط السياحة الداخلية والعمل المستمر لتهيئة الأجواء للسياحة الخارجية عندما تضع الحرب أوزارها.

 

* ما من شك أننا والتحالف العربي في خندق واحد يجمعنا واحدية المصير.. ماذا عن الدعم المقدم من التحالف لمحافظة مارب؟

لا نستطيع حصر هذا الدعم المقدم من التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية فقد ساعدوا اليمن وساهموا في كبح جماح الحوثي الذي كاد أن يبتلع اليمن وسيظل هذا الدعم والمساندة محفورة في ذاكرة اليمنيين جيلا بعد جيل ونتمنى من قيادة التحالف المضي في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض لأنها مخرج للجميع وبداية رأب الصدع والتلاحم وتصويب البوصلة نحو العدو المشترك المتمثل في عصابة الحوثي ذات الأيدلوجية الإيرانية التي تريد العبث بأمن الخليج واليمن بل والمنطقة.

كلمات دالّة

مأرب