آخر تحديث:- منذ 34دقيقة
الجمعة 06 ديسمبر-كانون الأول 2024

مأرب وعدن توأمان

الأربعاء 21 مارس - آذار 2018 الساعة 11 مساءً / عدنان الجبرني

 

قبل أسابيع كنت في عدن عشرات النقاط الأمنية استوقفتني، وكلما أقول لهم أتيت من مأرب أو أسكن في مارب، ألاقي كل الترحاب والاحترام.

في عدن تلمس إرادة الحياة .. كل الشوارع والمتنزهات ممتلئة رغم آثار الحرب الواضحة أينما اتجهت.

 

المدينة التي هزمت الحوثي وأعوانه في أوج قوتهم، وقاتل شبابها ببسالة أدهشت العالم، لن يهزمها الصغار مهما نالوا من سكينتها ومكانتها.

 

طول فترة بقائي فيها، كنت أتساءل، لماذا الناس تقارن مأرب بعدن؟! على الرغم من المشتركات الكثيرة بين المدينتين، بعد تحررهما من الميليشيات الانقلابية، وأي تقدم أو نجاح في إحدى المدينتين تستفيد منه الأخرى، إضافة إلى استقرار حضرموت بالطبع، والتي تمثل متنفساً لكل المحافظات المحررة وتتخادم معها.

 

ومع هذا فان عدن كبيرة جداً مقارنة بمأرب، وفيها بنية تحتية تفوق مأرب خمسين مرة، وبالتالي، التحديات الأمنية كبيرة جدا، وطبيعة الحرب التي حدثت في أحياء عدن تفرض تعقيدات مضاعفة.

 

عدن ومارب وحضرموت نماذج لإدارة محلية تراعي خصوصيات المجتمع، ومتحررة من ثنائية (المركز) أو (التشظي المناطقي)، وهذي مقدمة جيدة للمشروع الاتحادي لو أن الحكومة تواكب هذا التحول وتحسم أمرها ووسائلها وأدواتها بدلا عن التخبط والحركة السائلة.

 

تتكامل عدن ومأرب، وبينهما مشتركات ورابط بلا حصر، والعزف على وتر الوقيعة بين ما تمثله المحافظتين عمل خبيث ومرفوض.

 

تذهب حصة عدن من ما تنتجه مأرب وتأتي رواتب واحتياجات مأرب من عدن بلا عوائق.

 

أهلنا في عدن لهم كل الاحترام لخياراتهم أيا كانت؛ وواضح أن محركات الأزمة فيها سياسية بحتة ومسؤولية حلها تقع على عاتق الرئيس والحكومة للتواصل مع أطرافها سواء داخلية أو خارجية والخروج بحل، أو فلتصعد بما هو متاح لها وتفعل عناصر قوتها ووجودها.

 

لكن لا يجب أن ينجح أعداء المدينتين في محاولاتهم البائسة جرهما إلى مربع التضاد والتمايز، مأرب وعدن توأمان، بكل ما تمثله المدينتين.

 

العدو واحد ولا يزال مهددا للجميع، بل ويتشظى في أشكال مخادعة، تتقنع خطابا ماكرا للوقيعة بعد أن كانت جزأً من السم، كما أن من واجب الحكومة أن تفرض وجودها وتعزز قنوات التنسيق منعا للنتوءات.

 

كلمات دالّة

#مأرب