مسير مشترك لمنتسبي الوحدات الأمنية بمأرب لمسافة 40 كم جامعة إقليم سبأ تحتفل بتخرج الدفعة الخامسة من طلاب الشريعة والقانون الأجهزة الأمنية بمأرب تضبط 156 جريمة خلال الربع الثالث من العام الجاري مناقشة مشاريع وتدخلات منظمة DKH الألمانية في مأرب بدء تدريب فرق في مجال التخطيط والتنمية الحضرية بمأرب تنفيذي مأرب يناقش نتائج زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى المحافظة جامعة إقليم سبأ تحتفل بتخريج 65 طالباً وطالبة من كلية العلوم الإدارية
مأرب ـ تقريرخاص / نايف القداسي
إذا تجولت في مدينة مأرب لبعض الوقت، فلن تغفل عيناك رؤية أفراد من الأمن أو دورية أمنية، وبالرغم من كثافة الحركة للمركبات والناس في شوارع المدينة ومحيطها على مدار الساعة الا أن حركة الأمن لا تبدو قلقة ومتوجسة إطلاقا، فالأمر ليس بجديد .. لقد كان الأمن في المدينة تحديداً أحد أهم عوامل صمود مأرب في وجه ميليشيا الانقلاب في العام 2015.
ومنذ أن أعلنت مأرب انتصارها في 15 أكتوبر 2015 وألحقت الهزيمة بميليشيا الحوثي وصالح وأبعدتها حتى أطراف المحافظة غربا في صرواح، انتقل التحدي من الحرب والمواجهة الى الأمن داخل المحافظة وحماية الانتصار وتمكين السلطات الأخرى من ممارسة مهامها دون عوائق أو مخاطر أمنية، خصوصا وأن تحالف الانقلاب يجيد صناعة الفوضى في المدن التي يفقد السيطرة عليها بالاستناد الى أدوات وأجهزة المخلوع صالح طيلة فترة حكمه.
المفارقة أن مأرب التي صورها نظام صالح وحلفائه الجدد «الحوثيون»، على أنها مستقر للشرور والفوضى والاقتتال ظهرت بعكس ذلك، وبينما تضطرب الجهات يترسخ الاستقرار في مأرب. من يزور مأرب ليوم واحد سيخرج بخلاصة مفادها «لا بد وأن هناك جهودا كبيرة تقف خلف حيوية التجربة الأمنية ودقتها».
تحدثت الى مصدر أمني في شرطة المحافظة عن عدد الخلايا الإرهابية التي تمكن الأمن من القبض عليها وأفشَل مخططات لعمليات إرهابية قبل تنفيذها، سواء تلك التي ترتبط بتحالف الانقلاب في صنعاء أو تلك التي تتحرك وفقا لدوافع أخرى تلتقي كلها عند إرباك المحافظة ونشر الفوضى فيها، وتحدث بإيجاز عن كم المعلومات التي بحوزة شرطة المحافظة وتستفيد منها في معرفة تحركات الخلايا المشبوهة وإحباط مخططاتها قبل تنفيذها.
مؤخراً أقرت اللجنة الأمنية في مأرب تقسيم المدينة ومحيطها الى قطاعات أمنية، وفق آلية تنسيق مصممة للسيطرة على المدينة في حالة الطوارئ أو حدوث أعمال إرهابية، والحد من الثغرات الأمنية وتقديم النموذج الأمني الصارم كما يقول مسؤولون في السلطة المحلية.
والى جانب التوسع الأمني واستحداث مناطق أمنية بحسب ما تقتضيه الحاجة الأمنية وكذلك تعزيز الحزام الأمني عملت شرطة المدينة على اخلاء المدينة من سوق السلاح واخلاء باعة السلاح المتنقلين، وكذلك منع إطلاق النار في الأعراس والحد من التقطعات بالمناطق القريبة، والاسهام الى جانب الجهات المختصة بمنع البناء العشوائي.
كما ضبطت قوات الأمن عشرات العبوات الناسفة وألقت القبض على مئات العناصر بين مطلوب ومشتبه، وفي المقابل فتحت أبواب سجونها أمام المنظمات الدولية والرقابة المحلية للسلطات للتأكد من سلامة إجراءات الاحتجاز والتحقيق.
وحققت شرطة مأرب ضربات نوعية لمسلسل التهريب للانقلابيين عبر شاحنات وبأساليب مختلفة وتم ضبط قطع مفككة وأجزاء أسلحة قتالية ولوجستية مفككة، وحدث وأن أتلفت الشرطة كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات كانت في طريقها الى صنعاء وتتبع شخصيات بارزة في تحالف الانقلاب.
وبين فترة وأخرى نشهد احتفالات بتخريج دفعات جديدة تنضم الى قوات الأمن بعد فترات تدريب وتأهيل شُرَطي وقانوني لتشكل رافدا للقوة المتواجدة بالميدان وتحقق التكافؤ في العمل الأمني لتحقيق الخطة الأمنية التي تشرف عليها السلطة المحلية ووزارة الداخلية.
ويتكامل العمل الأمني في مأرب مع العمليات العسكرية في الجبهات سواء في أطراف محافظة مأرب بصرواح، أو على تخوم العاصمة صنعاءـ في نهم، أو حتى بيحان والجوف باعتبار مأرب تمثل منطلقا للأعمال العسكرية ومقرا لقيادة الجيش ويقيم فيها مسؤولون من الحكومة، بحيث شكلت ومن خلال استقرارها بيئة مناسبة لكل تلك التحركات.
يضاف ذلك الى التدفق الكبير للنازحين من المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين، ما يشكل تحديا مستمرا للأمن ويفرض التوسع الأمني الموازي.
وبالرغم من الفشل الذريع الذي مني به تحالف الانقلاب «الحوثي/ صالح» في محاولة زعزعة استقرار مأرب عبر ارسال دفعات من شحنات الموت كعبوات ناسفة وخلايا نوعية وبمختلف الوسائل التي تخطر على بال عتاولة الإجرام ، الا أن الخطر ما يزال قائما، وهو ما يتضح جليا في التوسع والتطوير الأمني المستمر في المحافظة.
وشهدت مأرب في الأشهر الأخيرة بدء العمل في مشاريع تنموية حيوية أهمها شق وسفلتة طرق رئيسية داخل المدينة وشبكة الصرف الصحي وكذلك البدء بتنفيذ جامعة إقليم سبأ، بالإضافة الى تأهيل عدد من المستشفيات، وبدء إجراءات انشاء ملعب مأرب بمعايير أولمبية، وما كان لهذا أن يتم لولا تحقق الاستقرار الأمني مما يجعل من التنمية والتطوير أمراً ممكنا ولازما في الوقت ذاته.
كما أن التحسن الأمني انعكس على القطاع الخاص وبدأت كثير من المؤسسات والشركات ورؤوس الأموال تتجه صوب مأرب وافتتاح فروع ومراكز تجارية لها في مأرب بعد أن أصبحت مركز اقتصاديا حيويا في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي أنتجته تصرفات الانقلابيين وممارساتهم والفساد الذي سلكوه بشكل ممنهج في كل مؤسسات الدولة التي بقيت تحت تصرفهم.
وهناك انجاز معنوي حققته قوات الأمن في مأرب، وهي إعادة الهيبة والمكانة للمؤسسة الأمنية كمؤسسة وطنية وجزء من المنظومة الأمنية لوزارة الداخلية بأسس وطنية، تمثل لبنة صحيحة وقوية في منظومة الدولة المنشودة.
يجوز القول أن الأمن في مأرب مثّل كلمة السر في التحول الكبير الذي تشهده مأرب وعماد أساس ومتين لكل النجاحات المحققة والمأمولة أيضا.